ألمقاومة السرية ألمسلحة في بورسعيد حرب 1956

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ألمقاومة السرية ألمسلحة في بورسعيد حرب 1956

حـروب مـصر وتفاصيل نشاطات ألمقاومة ألسرية ألمسلحة ضد ألقوات ألبريطانية والفرنسية وألغزو الأنجلوفرنسي لبورسعيد 1956ـ حرب ألعدوان ألثلاثي ـ


    سيناء في الإستراتيجية والسياسة

    د. يحي ألشاعر
    د. يحي ألشاعر
    Admin


    ذكر المساهمات : 607
    نقاط : 1365
    ألمرتبة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/09/2018
    العمر : 86
    الموقع : http://yahia-al-shaer.square7.ch

    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Empty سيناء في الإستراتيجية والسياسة

    مُساهمة من طرف د. يحي ألشاعر الأحد 30 سبتمبر 2018, 2:50 pm

    سيناء في الإستراتيجية والسياسة





    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Camp-David-map-02

     


    سيناء في الإستراتيجية والسياسة

             إذا تم وضع المدخل الشمالي الشرقي لسيناء تحت عدسة مكبرة، فسوف يتضح أن مثلث  سيناء هو العقدة التي تلحم إفريقيا بآسيا ، وأن المثلث الشمالي منها، والذي يحده جنوباً الخط من السويس إلى رفح تقريباً، هو حلقة الوصل المباشرة بين مصر والشام. وبمزيد من التحديد، فان المستطيل القاعدي الشمالي، الواقع إلى الشمال من خط عرض 30ْ تقريباً، هو إقليم الحركة والمرور والوصل، في حين أن المثلث الجنوبي أسفل هذا الخط، هو منطقة العزلة والفصل. الأول يحمل شرايين الحركة المحورية والحبل السري بين القارتين، والثاني هو منطقة الطرد والالتجاء التي آوت إليها بعض العناصر المستضعفة أو المضطهدة .

             ولما كان طريق الخطر الخارجي البري إلي مصر هو الشام أساساً ، وكانت سيناء تحتل النقطة الحرجة بين ضلعي الشام ومصر اللذين يكونان وحدة استراتيجية واحدة، أصبحت سيناء "طريق الحرب" بالدرجة الأولى، لأنها معبر أرضي، وجسر استراتيجي معلق أو موطأً، عبرت عليه الجيوش منذ فجر التاريخ عشرات، وربما حرفياً مئات، المرات جيئة وذهاباً. (تحتمس الثالث وحده عبر 17 مـرة !)



    .............."



    د. يحي ألشاعر



    عدل سابقا من قبل Admin في الأحد 30 سبتمبر 2018, 7:06 pm عدل 1 مرات
    د. يحي ألشاعر
    د. يحي ألشاعر
    Admin


    ذكر المساهمات : 607
    نقاط : 1365
    ألمرتبة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/09/2018
    العمر : 86
    الموقع : http://yahia-al-shaer.square7.ch

    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Empty الوضع العسكري لسيناء بعد اتفاقية السلام

    مُساهمة من طرف د. يحي ألشاعر الأحد 30 سبتمبر 2018, 6:52 pm

    الوضع العسكري لسيناء بعد اتفاقية  السلام







    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Camp-David-map-02



             تضمن الملحق العسكري رقم (1) والمرفق بمعاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية التي وقعت في مارس سنة 1979 بيانا بحجم وأوضاع القوات المصرية في سيناء والخطوط والمناطق، وحجم القوات المسموح به في كل منطقة. وبناء على ذلك قسمت سيناء إلى ثلاث مناطق هي المنطقة (أ، ب، ج) بينما جاءت المنطقة (د) داخل الحدود الإسرائيلية وموازية للحدود مع مصر، ويتواجد بها قوات من الشرطة الإسرائيلية فقط. (انظر الخريطة توزيع القوات المصرية).

    المنطقة (أ)

             تنحصر المنطقة (أ) في سيناء بين قناة السويس وخليج السويس إلى الخط (أ) الذي يمتد من شرق قاطين إلى جبل قديرة إلى الجفجافة ـ صدر الحيطان ـ جبل بوضيع ـ جبل كيد ـ إلى شرم الشيخ. وهذا الخط يعتبر خط المضايق بما في ذلك  مخارجها الشرقية، وهو خط الدفاع الأساسي الاستراتيجي عن مصر من ناحية الشرق. وهذه المنطقة التي يبلغ عرضها حوالي 58 كيلومتراً تقريباً تتمركز بها عناصر القوات المسلحة المصرية بقوة لا تزيد على 22 ألف جندي وكذا 230 دبابة و262 مدفع ميدان ومدفع مضاد للطائرات  و480 مركبة قتال مدرعة.

    المنطقة (ب)

             تنحصر المنطقة (ب) ما بين الخط (أ) والخط (ب) الذي يمتد من الشيخ زويد شرق العريش تقريباً إلى أبوعويقيلة ـ جبل الحلال ـ طلعة البدن ـ التميد ـ ليلاقي الخط (أ) عند جبل كيد، ثم ينطبق عليه حتى مدينة شرم الشيخ، هذه المنطقة التي يبلغ عرضها في بعض المناطق 100 كيلومتر تتمركز بها كتائب من قوات حرس الحدود المصرية بقوة 4 كتائب حرس حدود بكامل أسلحتهم ومعداتهم في حدود أربعة آلاف فرد.

    المنطقة (ج)

             تنحصر المنطقة (ج) ما بين الخط (ب) والحدود المصرية ـ الإسرائيلية (من رفح إلي طابا) والشاطئ الغربي لخليج العقبة حتى شرم الشيخ.

             وهذه المنطقة  تتمركز بها قوات من الشرطة المصرية بكامل أسلحتها

    المنطقة (د)

             وهذه المنطقة داخل الحدود الإسرائيلية، وتنحصر ما بين خط الحدود المصرية ـ الإسرائيلية والخط(د) الذي يمتدمن شرق رفح إلى إيلات بعرض حوالي 2.5 كيلومتر، وتتمركز فيها قوة  إسرائيلية لا تزيد على 4 كتائب مشاه. بعدد أفراد لا يزيد على أربعة آلاف جندي ليس معهم دبابات ولا مدفعية ولا صواريخ . عدا الصواريخ الفردية أرض / جو.

             وقد نصت المادة الثالثة من نظام الطيران الحربي على أن تكون طالعات طائرات القتال وطالعات الاستطلاع لمصر وإسرائيل فوق المنطقتين (أ) و (د) فقط كل في منطقته.

             كما حددت المادة الرابعة من النظام البحري العسكري أنه يمكن للقطع  البحرية التابعة لمصر وإسرائيل التمركز على سواحل المنطقتين (أ) و (د) كل في منطقته.

             ويؤكد الخبراء العسكريون العالميون أن أوضاع القوات المسلحة المصرية في سيناء حالياً هي أنسب الأوضاع التي تحقق الدفاع العسكري عن سيناء كمفتاح لمصر.

             وأن حجم وإمكانيات ونوعيات القوات المسلحة في سيناء ـ في الوقت الراهن ـ سواء المتواجدة في المنطقة (أ) أو المنطقة (ب) لم يتوافر مثيلها منذ عام 1948 وحتى عام 1967 وأنها كافية تماماً للإنذار والردع لأي عدوان على مصر من جهة الشرق، وأن هذه القوات قادرة تماماً على الدفاع  وصد أي هجوم مفاجئ.

    -----------------------------

    القوة متعددة الجنسيات في سيناء (M. F. O.: Multi Force Origins)

             تنص اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية التي وقعت في 26 مارس سنة 1979 على أن يتولى قوات ومراقبو الأمم المتحدة القيام بمهام معينة.ولكن نتيجة لتهديد الاتحاد السوفيتي باستخدام "حق الفيتو" ضد قرار استخدام قوات الأمم المتحدة ومراقبين دوليين للإشراف على ترتيبات الأمن في سيناء ، لذلك أوضح رئيس مجلس الأمن في 18 مايو سنة 1981 أن مجلس الأمن ليس في استطاعته التوصل إلى الاتفاق اللازم حول الاقتراح الخاص بتشكيل قوات ومراقبي الأمم المتحدة ـ وبناء على ذلك فان مصر وإسرائيل مراعيتان في ذلك الاحترام التام لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، قد  توصلتا إلى اتفاق بإنشاء قوة متعددة الجنسيات ومراقبين ويشار إليها بـ: "ق.م.ج. M.F.O " وذلك كبديل لقوات ومراقبي الأمم المتحدة، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.. وقد تم توقيع بروتوكول إنشاء القوة متعددة الجنسيات في سيناء بتاريخ 3 أغسطس سنة 1981، ويشتمل بروتوكول إنشاء القوة على الآتي:

    أ. الميزانية الخاصة بالقوة تتحملها كل من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بالتساوي.

    ب. يقوم الأطراف بتعيين مدير عام مدني للقوة، يكون أمريكي الجنسية لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد. ويكون مقره (روما).

    ج. يقوم المدير العام بتعيين قائد عسكري لمدة ثلاث سنوات، بشرط ألا يكون من نفس جنسية المدير العام.

    د. يكون مقر القيادة العسكرية للقوة متعددة الجنسيات في سيناء بمطار "الجورة" القريب من مدينة رفح بشمال سيناء.

    هـ. تكون مهام ومسئوليات القوة متعددة الجنسيات والمراقبين هي نفس المسئوليات المنصوص عليها بالمعاهدة الخاصة بقوات ومراقبي الأمم المتحدة، وتشمل الآتي:

       تشغيل نقاط مراجعة ودوريات استطلاع ومراكز ملاحظة على طول الحدود الدولية والخط (ب) وداخل المنطقة (ج).
       إجراء تحقق دوري للتأكد من تنفيذ نصوص الملحق (أ) وذلك بما لايقل عن مرتين شهرياً . ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك.
       إجراء تحقيقات إضافية خلال 48 ساعة من تلقي طلباً بذلك من أي طرف من الطرفين.
       ضمان حرية الملاحة عبر مضيق تيران وفقاً للمادة الخامسة من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.

    و. تتكون القوة متعددة الجنسيات والمراقبون في سيناء من القوات التالية:

    (1) 3 كتائب مشاة مجموع أفرادها 2000 (ألفان). منها كتيبة مشاة من "فيجي" تتمركز بالقطاع الأوسط بالمنطقة (ج) وكتيبة مشاة من "كولومبيا" تتمركز بالقطاع الأوسط بالمنطقة (ج) وكتيبة مشاة من "الولايات المتحدة الأمريكية" تتمركز بالقطاع الجنوبي بمدينة شرم الشيخ.

    (2) عنصر إداري من الولايات المتحدة الأمريكية.

    (3) عنصر بحري من إيطاليا عبارة عن ثلاث كاسحات ألغام تتمركز بميناء شرم الشيخ.

    (4) عنصر جوي من فرنسا عبارة عن طائرات ركاب صغيرة وطائرات هليوكوبتر للاستطلاع والتحقق الدوري والإمداد والإخلاء الطبي وتتمركز في مطار "الجورة"و "رأس النقب"و "نويبع".

    (5) وحدة مراقبين من جنسيات متعددة.

    ز. يمنح كل طرف من الأطراف (مصر، إسرائيل) للقوة متعددة الجنسيات والمراقبين الامتيازات والحصانات الدبلوماسية اللازمة.

    ح . يبدأ عمل القوة متعددة الجنسيات في سيناء في الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم 25 إبريل 1982. على أن تحتل أماكنها في الساعة الواحدة بعد ظهر يوم 20 مارس 1982[1].

    وجدير بالذكر أن أول مدير عام للقوة متعددة الجنسيات في سيناء هو"السيد ليمون راي هنت"، الأمريكي الجنسية والذي اغتيل أمام منزله في روما عام 1984 على أيدي مجهولين يعتقد انهم من عناصر دول الرفض أو بعض المنظمات الفلسطينية الرافضة لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية. ولم تتمكن السلطات الإيطالية من القبض على الجناة الذين فروا في سيارة فيات سوداء اللون بعد تنفيذ العملية.

    وقد طلبت مصر أثناء لقاء تم بين بعض المسؤولين المصريين وقادة القوة متعددة الجنسيات في الاجتماع السنوي الذي يعقد في روما كل عام، إنهاء عمل القوة أو تقليل حجمها، على أن تكون مركزة فقط على الحدود بين مصر وإسرائيل، وليس في كل مناطق سيناء كما هو الحال الآن، وذلك لتوفير النفقات التي تتكبدها مصر للصرف على القوة، إلاّ أن كلا من  الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل رفضتا هذا الطلب نهائياً، وأعلنتا أنه لا يوجد سلام بغير وجود القوة متعددة الجنسيات. وأن معاهدة السلام في "كامب ديفيد" نصت على عدم خروج أو إنهاء عمل القوة إلاّ بموافقة كل الأطراف وليس بناء على طلب طرف واحد. كما أعلن "شيمون بيريز"، وزير خارجية إسرائيل، في 4 ديسمبر1994، رفضه للطلب الذي تقدمت به مصر لإنهاء عمل القوة أو تقليل حجمها. وقال "إن أمريكا أيضاً ترفض هذا الطلب المصري". وترى مصر أنها تتكبد أعباء مالية مرتفعة للغاية للإنفاق على القوة متعددة الجنسيات التي لا تقوم بأي عمل ذي أهمية حالياً.



    [1]  'بروتوكول إنشاء القوة متعددة الجنسيات في سيناء المعلن مع اتفاقية السلام.



    .............."



    د. يحي ألشاعر



    عدل سابقا من قبل Admin في الأحد 30 سبتمبر 2018, 7:08 pm عدل 2 مرات
    د. يحي ألشاعر
    د. يحي ألشاعر
    Admin


    ذكر المساهمات : 607
    نقاط : 1365
    ألمرتبة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/09/2018
    العمر : 86
    الموقع : http://yahia-al-shaer.square7.ch

    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Empty خطوط الدفاع الإستراتيجية سيناء العسكرية

    مُساهمة من طرف د. يحي ألشاعر الأحد 30 سبتمبر 2018, 6:55 pm

    خطوط الدفاع الإستراتيجية سيناء العسكرية








    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Camp-David-map-02



     

    خطوط الدفاع الإستراتيجية

             هناك ثلاثة خطوط دفاعية أساسية محددة بوضوح كامل، تتعاقب من الشرق إلى الغرب، أي من حدود مصر الشرقية حتى قناة السويس على الترتيب، (كما توضح خريطة استراتيجية سيناء العسكرية).

       الخط الأول قرب الحدود ويكاد يوازيها.
       خط المضايق من السويس إلى البردويل.
       خط قناة السويس نفسها.

             ويُعد كل خط من هذه الخطوط بمثابة "خط حياة" لمصر، لذا يحتاج إلى نظرة فاحصة عليه أولاً، ثم بعد ذلك إلى نظرة متكاملة في إطار الشبكة الدفاعية كلها.

             ويقع خط الدفاع الأول، قرب الحدود السياسية بدرجة كبيرة، ويمتد أساساً من رأس خليج العقبة حتى زاوية أو كوع البحر المتوسط في منطقة العريش. يبدأ الخط بطابا ورأس النقب على الخليج في منطقة حرجة استراتيجياً، إذ تتقارب في دائرة صغيرة حدود أربع دول : مصر، وفلسطين المحتلة، (إسرائيل حالياً)، والأردن، والسعودية. وتمثل رأس النقب مجمع مروحة الطرق الطبيعية والأودية التي تبدأ من العريش ومن رفح ومن جنوب فلسطين. ثم يمتد الخط إلى الكونتيلا، التي تقع على هضبة عالية مشرفة على المنخفضات والطرق والأودية المحيطة. وهي بهذا نقطة حصينة للغاية، كما تمتلك مصادر المياه الوحيدة في منطقتها. وبعد الكونتيلا يستمر الخط نحو الشمال الغربي حتى يصل إلى القصيمة إلى الداخل قليلاً من حدود مصر السياسية. ومنها يتتبع جزر وادي العريش ماراً بأبو عجيلة، وبعدها يحفه جبل لبنى من الغرب، ثم يمر ببئر لحفن التي يصل بعدها مباشرة إلى مدينة العريش. والقطاع الأخير يراوح ارتفاعه بين متوسط إلى منخفض، ويبدو كالعنق أو الرقبة العريضة بين سلسلة مرتفعات وهضاب الضهرة الداخلية وبين البحر المتوسط، ومن ثم يمثل الممر الطبيعي بين سهول سيناء وسهل فلسطين.

             والجزء الأكبر منه  يخترق نطاق الكثبان الرملية، مما يحدد مسارات الحركة بشدة ويحصرها في خطوط ضيقة على الساحل أو في الداخل.

             وعلى الرغم من أن هذا القطاع الشمالي المنخفض لا يتجاوز أكثر من ثلث الخط الدفاعي كله، فإنه يعد بصورة مطلقة مركز الثقل والخطر فيه، لأن نهايات محاور سيناء الاستراتيجية الثلاثة تجتمع عنده: رفح على المحور الشمالي، أبوعجيلة على المحور الأوسط، القصيمة على المحور الجنوبي. فهو بمثابة يد مروحة المحاور، أو ربطة الحزمة، أو "زر" سيناء الاستراتيجي. ولم يكن غريباً لذلك أن يعتبره بعض العسكريين القاعدة الاستراتيجية الحقيقية للدفاع عن مصر.

             بعيداً إلى الداخل، وعلى بعد بين 32 : 75 كم من قناة  السويس، يقوم خط الدفاع الثاني والأوسط عن سيناء. ويمتد محوره في قلبها من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وقطباه الطاغيان هما ممر متلا في الجنوب ومضيق الجفجافة في الشمال. أما بقيته فليست أكثر من امتداد لهما على الجانبين حتى البحر شمالاً والخليج جنوباً. إنه أساساً خط المضايق أو الممرات ، ومن هذه  الصفة ـ تحديداً ـ يستمد أهميته الفائقة.

             يبدأ الخط من دائرة رأس خليج السويس، ويشمل منطقة مدينة السويس نفسها، والكوبري والشط، ثم عيون موسى من حولها شمالاً وجنوباً، وربما امتد إلى سدر. ثم يرتبط بمجموعة الأودية الصحراوية المحلية حتى يصل إلى الحاجز الجبلي الأشم والأصم الذي يقف كالحائط المرتفع، جبل الراحة في الجنوب وجبل حيطان في الوسط، ثم جبل أم خشيب فالختمية شمالاً.

             وواضح أن الخط جبلي للغاية وبالغ الوعورة والمنعة في القطاع الجنوبي، بينما يتحول إلى بحر من الرمال المفككة والمستنقعات السبخة في قطاعه الشمالي.

             وهو من ثم بكامله غير صالح لاختراق أو عبور القوات الميكانيكية على الإطلاق، إلا من خلال فتحاته المحددة بصرامة. وبهذا تحكمه تلك الفتحات الجبلية تماماً، فيحكم هو بدوره حركة أو تقدم الجيوش أو الغزاة، وسواء من شرق سيناء إلى غربها، أو من غربها إلى شرقها.

             وهو بهذا الوضع يناظر بين خطوط الدفاع الطولية الثلاثة المحور الأوسط بين محاور الحركة العرضية الثلاثة، كلاهما الأوسط ويتوسط قلب المسرح العسكري الأساسي في سيناء. وعند تقاطعهما بالفعل يتحدد واحد من أخطر مواقع سيناء الاستراتيجية، وهو مضيق الجفجافة. والواقع أن مضيق الجفجافة في جانب، وممر متلا في الجانب الآخر، وما بينهما من ممرات ثانوية، تؤلف في مجموعها منطقة المضايق التي تمثل بغير جدال المفاتيح الاستراتيجية الحاكمة لسيناء كلها.

             لهذا كله يُعد هذا الخط بالإجماع الخط الدفاعي الحاكم والفاصل بين الخطوط الثلاثة. فالسيطرة علية تحدد وتحسم المعركة، سواء عن يمينه أو يساره .

             فمن يسيطر عليه، يجد الطريق مفتوحاً بلا عقبات تذكر إلى قناة السويس. كما يجد أن المعركة إلى الشرق منه إنما هي بقايا مقاومة لا تلبث أن تكتسح حتى الحدود.

             أما من يخسره فعليه أن يتوقع الهجوم فوراً على قناة السويس غرباً، أو الاكتساح والارتداد إلى الحدود شرقاً .

             أما خط الدفاع الثالث. والأخير أيضاً، فهو قناة السويس، ومنطقة البرزخ بصفة عامة قديماً قبل شق القناة. هي "خاصرة " مصر الاستراتيجية كلها بلا استثناء، حيث يتقارب بحراها أشد التقارب. فهي عنق الزجاجة، وعلى جانبها تبدو سيناء كحجرة أمامية للقاعة الكبرى مصر النيلية. بينما هي نفسها تُعد العتبة أو الباب الداخلي بينهما. والبرزخ يعد من الواجهة الفيزوغرافية استمراراً لسهول شمال سيناء بشقها الشمالي المنخفض والجنوبي المرتفع. وهو يربط في تدرج بين سيناء والدلتا، ممتداً ما بين المنزلة المسطحة في الشمال وخليج القلزم أو السويس في الجنوب. وكان يتوسط هذا البرزخ مجموعات البحيرات الداخلية المغلقة، التمساح والمرة. وإلى الشمال منها كان الفرع البيلوزي القديم  يخترق البرزخ إلى نهايته عند بيلوزيوم (الفرما) على البحر. وكانت القنطرة على النهاية الجنوبية للبحيرة هي نقطة عبور الفرع.

             وإلى جانب هذه الموانع الطبيعية الجزئية، كثيراً ما أقامت مصر الفرعونية والعربية خطاً محصناً يتألف من سلسلة من المخافر والقلاع والمواقع الأمامية ... الخ .

    كان آخر وأحدث هذه الخطوط خط بارليف وملحقاته، الذي سحقته مصر في 6 أكتوبر إلى الأبد.

             وفيما عدا هذا، كانت مهمة الدفاع عن منطقة البرزخ، تُستقطب نهائياً في نقطتين استراتيجيتين على طرفيه:

       في الجنوب السويس، وكانت بصيغة أو بأخرى ذات صبغة عسكرية عبر التاريخ دائماً، منذ كليزما (أو كلوزوما ، وتعني نهاية الطريق) البطلمية، إلى القلزم الإسلامية حتى السويس الحديثة.
       في الشمال فهناك بيلوزيوم القديمة، أو الفرما العربية التي كانت قلعة دائماً ومسرح كثير من المواقع العسكرية الفاصلة في تاريخ مصر، مناظرة في ذلك لرفح والعريش على الطرف المقابل لسيناء. فقد حاصرها عمرو بن العاص عند فتح مصر طويلاً قبل أن تسقط، ثم دمر قلعتها ليؤمن مؤخرته قبل أن يغادرها إلى داخل الوادي.

             ومنذ أن شُقت قناة السويس تغيرت الخريطة الطبيعية للمنطقة، ومعها تغيرت الخريطة الجيوستراتيجية. فبعد شق القناة تحول البرزخ الطبيعي إلى مضيق صناعي، وصرفت البحيرات الداخلية إلى البحر ولم تعد مغلقة.

            أما إستراتيجياً فقد أصبحت القناة مانعاً مائياً صناعياً وهي في حكم المانع الطبيعي، لاسيما بعد  توسيعها المطرد. أصبحت خندقاً مائياً بالغ الطول، وفيه تصب نهايات محاور سيناء الاستراتيجية الثلاثة عند نهايتها ومنتصفها، أي أمام  السويس والإسماعيلية والقنطرة على الترتيب.



    .............."



    د. يحي ألشاعر



    عدل سابقا من قبل Admin في الأحد 30 سبتمبر 2018, 7:09 pm عدل 2 مرات
    د. يحي ألشاعر
    د. يحي ألشاعر
    Admin


    ذكر المساهمات : 607
    نقاط : 1365
    ألمرتبة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/09/2018
    العمر : 86
    الموقع : http://yahia-al-shaer.square7.ch

    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Empty محاور سيناء الاستراتيجية

    مُساهمة من طرف د. يحي ألشاعر الأحد 30 سبتمبر 2018, 7:01 pm

    محاور سيناء الاستراتيجية








    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Camp-David-map-02





    محاور سيناء الاستراتيجية



             فإذا بدأنا بثلاثية المحاور، وجدنا ثلاث مجموعات من الطرق الشريانية العرضية التي تستحيل الحركة الميكانيكية خارجها (كما توضح خريطة استراتيجية سيناء العسكرية):

       محور الشمال، الذي يوازي الساحل.
       محور الجنوب، الذي يصل بين زاوية البحر المتوسط قرب رفح ورأس خليج السويس.
       محور الوسط، الذي يترامى كقاطع بين زاوية البحر المتوسط وبين منصف قناة السويس عند بحيرة التمساح.

             وبنظرة عامة يمكن رؤية أن الطرق الثلاثة ترسم معاً شكل مروحة أو حزمة مجمّعة في أقصى الشمال الشرقي، قرب التقاء الحدود السياسية وساحل البحر المتوسط. ومفتوحة في الغرب والجنوب الغربي بطول قناة السويس. غير أننا إذا أضفنا فرعاً جنوبياً أقصى للمحور الجنوبي، يمتد ما بين رأسي خليجي السويس والعقبة، لتحول النمط العام إلى شكل حرف (Z).

             ويُعد محور الشمال أو الساحلي الطريق التاريخي، طريق القوافل، الذي عبرته جيئة وذهاباً  عشرات الجيوش فضلاً عن قوافل التجار، والذي يرسمه خط السكة  الحديدية الوحيد عبر شبه الجزيرة، ويجاوره طريق بري رئيسي، وإن يكن صعباً نوعاً للسيارات. ينحصر المحور ويتحدد بين مستنقعات الساحل الرخوة الهشة من الشمال، وبحر رمال الكثبان الشاسعة المفككة التي لا يمكن أن تخترقها المركبات الميكانيكية من الجنوب. الطريق غني بالآبار وموارد المياه نسبياً، ولكن الإنجليز في الحرب الأولى اضطروا إلى تعزيزه بأنبوب من مياه النيل عبر القناة.

             أما ساحل البحر المتاخم، فضحل رسوبي لا يصلح لاقتراب أو رسو السفن الكبيرة، وإن أمكن للسفن الصغيرة أن تدخل موانيه الرئيسية. غير أن الطريق البحري ليس منافساً أو بديلاً للمحور الأرضي. ومن الناحية الأخرى تستطيع المدفعية البحرية الحديثة بعيدة المدى، أن تقصف من عمق البحر وتضرب أجناب المحور. كذلك يمكن لوحدات القوات الخاصة والضفادع البشرية، أن تتسلل إليه من البحر لتضرب مراكزه. وهذا ما فعلته القوات البحرية المصرية الفدائية والخاصة مراراً وبنجاح كبير في حرب أكتوبر.

             ويبدأ المحور من القناة عند القنطرة، التي تحدد نهاية بحيرة المنزلة الجنوبية وبداية أول أرض صلبة بعدها، وتستمد القنطرة اسمها من أنها كانت "قنطرة العبور" على فرع النيل البيلوزي في العصور العربية الوسطى. ومن القنطرة يتجه المحور باتجاه الشمال الشرقي، موازياً لسهل الطينة الرخو وبعيداً عنه، ثم ينثني شرقاً قرب بالوظة[1]، ثم يمر برمانة[2]، فقاطية، ثم بير العبد على طرف بحيرة البردويل. ومن البحيرة يمضي المحور إلى العريش، فالشيخ زويد، فرفح حيث يتصل بطريق الساحل في فلسطين.

             ونظراً لأهمية المحور التاريخي، نجد كثيراً من معارك مصر، أو بالأحرى معارك مصر في سيناء، دارت غالباً ـ إن لم نقول دائما ـً في نهايتيه في أقصى الشرق والغرب، أو رفح وبيلوزيوم (الفرما) على الترتيب. حدث هذا في العصر البطلمي، وتكرر أيام الرومان، ومراراً مع العرب.

             ويمكن القول بصفة عامة: إن المحور الشمالي كان أهم خط استراتيجي في سيناء في العصور القديمة، ولكنه في العصر الحديث، عصر الحرب الميكانيكية، فقد هذه الصدارة للمحور الأوسط.

    أما محور الوسط، فهو المحور القاطع الذي يمتد بين الإسماعيلية وأبو عجيلة. وهو العمود الفقري بلا نزاع في محاور سيناء الاستراتيجية الثلاثة، ويعد اليوم طريق الخطر الأول بلا شك. وقد كان محور تحرك القوات البريطانية بين مصر وفلسطين دائماً، كما ركزت عليه إسرائيل في كل عدوان شنته ويرجع ذلك إلى أنه صالح تماماً لتحرك الحملات الميكانيكية الثقيلة، إذ يترامى على صلب السهول الهضبية الثابتة وإن اعترضته بعض حقول الكثبان الرملية. هذا إلى أنه يؤدي مباشرة إلى قلب الدلتا في مصر عن طريق وادي الطميلات. وهو كذلك يؤدي شرقاً إلى قلب هضبة فلسطين الداخلية، ومن هنا كان يعرف "بطريق الشام". وينحصر المحور بين نطاق الكثبان الرملية وبعض كتل الجبال المنعزلة في الشمال، وبين القاطع الجبلي الأساسي في الجنوب. ومن هنا يتحكم في، أو تتحكم فيه، فتحة جبلية حاسمة تعد مفتاح المحور كله.

             يبدأ المحور على القناة إزاء الإسماعيلية، التي تصبح بذلك الهدف الطبيعي الأول لكل من يهاجم مصر والقناة من الشرق. وبعدها يتبع ممر الحتمية المهم الذي يقع بين جبل الحتمية شمالاً، وجبل أم خشيب جنوباً. ثم يستمر المحور شرقاً حتى يصل إلى مضيق الجفجافة الذي يُعد الفتحة الحاسمة بين جبل المغارة في الشمال، وكتلة جبل يلق الصعبة في الجنوب. وبعد المضيق يتجه شمال شرق حيث تحدده فتحة أخرى ثانوية تنحصر بين جبل لبنى في الشمال وجبل الحلال في الجنوب. وبعد ذلك يستمر المحور حتى يصل إلى أبوعجيلة، حيث يتصل المحور الأوسط بالمحور الشمالي لأول مرة في الرحلة، ومن هناك يؤدي إلى قلب إسرائيل.

             المحور الجنوبي، يمتد ما بين السويس والقسيمة. وهو خط اقتراب أقل أهمية من محور الوسط، إذا لا يصلح إلا للحملات الخفيفة، كما يعتبر غير مباشر وبعيد نسبياً عن أقطاب الصراع على جانبي سيناء. وهو بعيد عن الكثبان الرملية، ولكن تعترضه العوائق الجبلية، وإن أفاد من فتحاتها كما يفيد من بطون روافد وادي العريش.

             يبدأ المحور من السويس التي تستقطب كل الأهمية الاستراتيجية لرأس الخليج، وذلك باعتبارها مدخل القناة، ومركز عمراني وصناعي، فضلاً عن أنها تؤدي بطرق السيارات والسكة الحديدية المباشرة إلى القاهرة رأساً. ومن السويس يتجه المحور إلى الكوبري والشط، وبعدهما يصل إلى ممر متلا، الفتحة الجليلة الحاكمة للمحور بأسره والتي منها يمكن تحديد الحركة عليه وإيقاف الزحف المعادي فوقه.

             ومن هنا تأتي أهمية الممر الدفاعية القصوى عن السويس فالقناة فالقاهرة . وبعد الممر يتجه المحور شمال شرق إلى أعالي وادي البروك، الذي يستفيد منه المحور، ويتبعه هو وأودية أخرى مجاورة، ومنها يمضي إلى الجنوب من جبل الحلال إلى أن يصل إلى القصيمة قرب الحدود مباشرة. وهنا من القصيمة يتصل المحور الجنوبي الأوسط شمالاً عند أبوعجيلة، وبذلك يصب المحور هو الآخر في قلب وسط فلسطين.

             تلك هي محاور سيناء الاستراتيجية الأساسية الثلاثة، إلا أن هناك محوراً فرعياً (أو رابعاً) يخرج من المحور الجنوبي متجهاً إلى رأس النقب على نهاية خليج العقبة. فبعد ممر متلا، تتجه هذه الشعبة ناحية الجنوب الشرقي، مارة بنخل على وادي العريش الرئيسي وفي قلب شبه الجزيرة. وبعد ذلك تصل إلى التمد على وادي العقبة، وأخيراً إلى رأس النقب على الحدود قرب طابا المصرية والعقبة الأردنية (وبينهما الآن إيلات إسرائيل).

             وعند التمد تخرج من المحور شعبة نحو الشمال الشرقي إلى الكونتيلا، آخر النقاط العسكرية المصرية الداخلية على الحدود جنوباً.

             هذا المحور هو بالطبع طريق الحج القديم، "درب الحج"، الذي فقد أهميته بعد تحول الحج إلى طريق السويس البحري، فضلاً عن الطريق الجوي. وهو يسير على أرض صلبة ولكنها صعبة. ومن الواضح أن الطريق غير مباشر وبعيداً للغاية عن مركز مسرح القتال، لكنه وارد دائماً كبديل أو كمفاجأة استراتيجية، وقد استغله العدو الإسرائيلي في حرب يونيو إلى أبعد حد. والواقع أن أخطار هذا المحور العسكرية يمكن أن تزداد بتقدم وتزايد العمران في النقب وزحفه نحو الجنوب مستقبلاً.



    [1]  بالوظة تحريف بيلوز، أي بيلوززيوم القديمة، وهي مصب الفرع البيلوزي القديم.

    [2]  رمانة تحريف روماني.


    .............."



    د. يحي ألشاعر



    عدل سابقا من قبل Admin في السبت 06 أكتوبر 2018, 12:06 pm عدل 2 مرات
    د. يحي ألشاعر
    د. يحي ألشاعر
    Admin


    ذكر المساهمات : 607
    نقاط : 1365
    ألمرتبة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/09/2018
    العمر : 86
    الموقع : http://yahia-al-shaer.square7.ch

    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Empty قواعد المعادلة الاستراتيجية

    مُساهمة من طرف د. يحي ألشاعر الأحد 30 سبتمبر 2018, 7:03 pm

    قواعد المعادلة الاستراتيجية








    سيناء في الإستراتيجية والسياسة   Camp-David-map-02







    قواعد المعادلة الاستراتيجية

             لو نظرنا إلى خطوط سيناء الدفاعية الثلاثة، نرى أن الخط الأول أكثرها تعرضاً للخطر، وأقلها مناعة. ولأنة شديد القرب من الحدود السياسية فهو لا يتمتع بعمق استراتيجي كاف. ولكن لهذا السبب بالذات، ينبغي أن تتمسك به مصر وتستميت دائماً في الدفاع عنه، لأن انهيار هذا الخط ينقل ضغط العدو فوراً إلى الخط الثاني أو الأوسط.

             الخط الثاني هو خط المضايق، وهو معقل سيناء الحقيقي ومُفتاحها الحاكم. والصمود فيه يُمَكّن من إعادة استرداد الأرض المفقودة شرقه، واستعادة السيطرة على الخط الأول، فضلاً عن أنه ـ بداهةـ الضمان الأخير والوحيد للمحافظة على القناة، خط الدفاع الأخير.

             وعلى هذا فإن خط المضايق هو عامل فاصل في صف المُدافع إذا احتفظ به، وفي صف المهاجم إذا استولى عليه. أما فقدانه فيعني على الفور أن تتحول الشُقة الواسعة بينه وبين القناة إلى أرض معركة فاصلة، ولكنها صعبة إلى أقصى حد. فهذه الشُقة المثلثة، ذات أرض فسيحة وصلبة مكشوفة تصلح مسرحاً مثالياً لحرب الدبابات في سيناء. كما تعد بدورها "أفضل مصيدة للدبابات في العالم كله" كما كان العدو الإسرائيلي يسميها. فإذا لم يَحْسِمْ المدافع المعركة لصالحه، أصبح العدو على ضفة القناة مباشرة وباتت القناة مهددة، فضلاً عن تعطلها إلى حد الشلل التام.

             ومعنى هذا وبوضوح أن قيمة القناة كخط دفاعي، إنما تُستمد في التحليل الأخير من قيمة المضايق الحاكمة. ومع إمكانية صمود الدافع وراء القناة، فإن احتمالات عبورها ليست، كما أثبتت التجربة أكثر من مرة، مستبعدة تماماً. وهذا يعني في الحقيقة تهديد الوادي نفسه.




    .............."



    د. يحي ألشاعر


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024, 11:59 am