ألمقاومة السرية ألمسلحة في بورسعيد حرب 1956

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ألمقاومة السرية ألمسلحة في بورسعيد حرب 1956

حـروب مـصر وتفاصيل نشاطات ألمقاومة ألسرية ألمسلحة ضد ألقوات ألبريطانية والفرنسية وألغزو الأنجلوفرنسي لبورسعيد 1956ـ حرب ألعدوان ألثلاثي ـ


    قادتــنا لم يختبئوا في جحر أرضي كالفئران ... إننا مصريون ، ولنا الحق أن نفتـــخر

    د. يحي ألشاعر
    د. يحي ألشاعر
    Admin


    ذكر المساهمات : 607
    نقاط : 1365
    ألمرتبة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/09/2018
    العمر : 86
    الموقع : http://yahia-al-shaer.square7.ch

    قادتــنا لم يختبئوا في جحر أرضي كالفئران ... إننا مصريون ، ولنا الحق أن نفتـــخر  Empty قادتــنا لم يختبئوا في جحر أرضي كالفئران ... إننا مصريون ، ولنا الحق أن نفتـــخر

    مُساهمة من طرف د. يحي ألشاعر الإثنين 01 أكتوبر 2018, 2:54 pm


    إننا مصريون ، ولنا الحق أن نفتـــخر
    فقادتــنا لم يختبئوا في جحر أرضي كالفئران




    قبل أن أواصل سطوري بأسلوب "السيد العربي" ، البورسعيدي ، الذي يضع وطنه فوق كل شيء ويتطرق إلي "مشاكل" ... الــوطن ... و "المدينة" ... في حديث مع أفكاره ، أود أن أوجه

    ســـؤال واحد الينا جميعا ، أهل وطنى ... مـــصر


    ألا نفتخر بأنه ،لم يختبيء أيمن جميع حكامنا في حجر أرض " كالفئران"
    وذلك هربا من القبض عليهم ؟؟؟؟؟

    مهما إختلفت وجهات نظرنا ، فإننا نتفق علي ذلك ....

    .....
    ....


    بعدما إنتهت أجازة العيد الأضحي ، التي جلبت "ذكريات حزينة ، عن مأساة أهل العراق مع حطامهم" .... إنتهز "السيد العربي" ، دفيء أشعة شمس الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر، ليشبع رغبته ، كعادته عند زيارة مدينته بورسعيد ، في الإستمتاع بفنجان قهوة سادة في قهوة جيانولا ، ويسترجع ذكريات .... مضت ...

    توجه إلي مقصده ، وسار متمهلا ، علي الرصيف السياحي ، الموازي لمجري قناة السويس ، وتأمل التغييرات المعمارية الضخمة التي اصبحت المدينة تتميز بهم ... وسعة المجري الملاحي للقناة الذي لا يمكن أن يصدق إنسان ، بأن ايادي الفلاحين ن قد حفرته منذ مئة عام وقليل ...

    وساده حزن ، عندما تفقد "سفن السياح" التي اصبح نادرا توقفهم في طريقهم سواء للجنوب أو المال .. فقد غير كل شيء ، سواء الفرعة اشلرقية للقناة أو "ميناء الجوايات الصخم" الموجودان في شرق مدينة ( بورفؤاد) .. التي تعتبر "المستقبل" الجديد ، بل "البديل" الإقتصادي للمدينة

    واصل "السيد العربى" طريقه فى الصباح المبكر، متوجها الى مكانه المعتاد فى قهوة جيانولا ، وفى طريقه الى مقصده، أبت أن تتخلى أفكاره ... التى ملآت رأسه منذ سطور الأمس ، عن الكرامة ، المصريين عموما ... كلهم دون تفرقة

    تذكر معارك وأحداث النافى هاوس ، وومرت علي ذاكرته مجزرة الأسماعيلية يناير 1952 ، وأسرعت أمام عينيه أحداث وحوادث "حريق القاهرة" يوم الجمعة 15 يناير وبداية الحوادث التى أدت الى عواقب حــريق القاهرة ،من تغييرات سياسية جذرية يوم 23 يوليو 1952 ...

    ثم قفزت افكار"السيد العربي" إلي يوم 6 أكتوبر 1973 ... بل أيضا إلي الأحداث التي تسارعت بعد ذلك ، إعتبارا من 9 أكتوبر ... وأحداث "الثغرة" في الدفرسوار .. وعبور الإسرائيليين إلي الضفة لغربية للقناة .. والإحاطة بمدينة السويس ... ومحاصرة الجيش الثالث ...

    وتذكر "السيد العربي" والإقتراب من "القاهرة" بشكل خطر ، وضعها في إطار ومحيط مدي قنابل مدافعه الثقيلة "هاوتزر 220 ملم" ... والصواريخ أرض - أرض ... ولا داعي للتطرق إلي إمكانيات الطيران والإنزال "الرأسي" بالهليوكوبتر ... "حتي عندما نعرف ، بأن هذه المحاولة مصيرها الفل وإبادة من يجرؤ عليها " ....

    تنهد "السيد العربي" بصوت عال ..وقال لنفسه بصوت عال يسمعه من يمر بالقرب منه ...

    لا نختلف إطلاقا ... " مصــر "جنودا ، وضباطا ، وأفرادا ، ونساء ورجال أ وشباب وشابات " لهم الحق أن يفخروا "

    سمعه "خالد " الجرسون ، فقد كانت هذه أول جملة ، يتفوه بها ، علي مدخل القهوة "جيانولا" ...

    لم تكن تحية الصباح كعادته ن ولكن ... جملة ، خرجت من فمه ومن أعماقه ، وكأنها "صرخة" ، لكي يسمعها الجميع ...

    ولقد كان ... فقد سمعها من كان يتواجد في القهوة في هذه اللحظة ....

    هز بعضهم رأسه ... مؤيدا ..ز بينما هز الآخر رايه مستغربا .... "صرخة الصباح" .. ولكن ، لم يستنفر أحد لجملته . فقد كانوا يعرفون ... من هو "السيد العربي" ....
    ....
    ........

    توجه "السيد العربي" إلي مائدته في صدر القهوة ، حيث يري المارين أمامه .. وتذكر
    أيام "القباطنة" ...وهم يجلسون ليحتسوا ما يريدون ... بعد ... وأحيانا قبل قيامهم بمهمتهم في "إرششاد السفن" ... وتذكر الجو الذي كان يطغي علي المدينة ويسود عليها .... و .. و ... وسرح بعيدا .... بعيدا .....
    ....
    .......

    "...... صباح الخير يابيه ، برضه ساده زى العادة ... ؟ "
    ..
    ايوه من فضلك ،..... يا ..... خـــااااالد
    ....
    هما الشباب فين .... يــاخالد ... ؟؟؟

    جـايين .... ، أهــم ، جايين من بعيد ....

    ..خير إنشاء الله

    نظر "السيد العربى" من زاوية عينيه ، ليتأكد ، ورأى الشباب الخمس فى طريقهم الى "مائدته" أو ترابيزته ... كله واحد .... ، ليجلسون حولها كعادتهم ويستمعون إلي شلال
    كلماته ، يدلى بهم ويحاور بهم ، لنفسه .... ويستمعوا لأفكار ... لا توجد في الجرائد الرسمية ....

    كانوا أربعة فقط ، لأن خامسهم توجه للخارج ، بحثا عن تحقيق آماله فى الدراسة وسعيا وراء رزقه ، ... فدعى له بالتوفيق ... لآن هذا هو الجيل الجديد ... يطلب العلم ، ولو فى الصين ....!!!
    ...
    ......

    ومثل كل يوم ، نظر "الجرسون" خالد من بعيد الى "السيد العربى" وأحضر له فنجان القهوة السادة ، واستدار فى هدوء ، ليتركه سارحا فى أفكاره

    مش معقول .... " هــل سبق وتخفى أو أختفى أى من قادتنا أو ملوكنــا فى جحر تحت الأرض خوفــا على نفســـه من الـعـــدو .... ؟؟؟
    ....
    .......

    الجــواب كلمة واحدة أقولها لكم ، يا أولادى مباشرة

    ......... لا ........ !!!!

    الرئيس جمال عبد النـــاصر ، توجه مساء يوم ألأحد 4 نوفمبر 1956 ، الى مدينة الأسماعيلية في طريقه إلي بورسعيد وفى صحبته قائد الجناح عبداللطيف البغدادى

    الرئيس محمد أنور السادات ، توجه الى الجبهة ، وبقى مع جنوده وضباطه فى مركز قيادة وإدارة العمليات رقم 10 ليشرف على توجيه المعارك

    الرئيس محمد حسنى مبارك ، ، توجه الى الجبهة وتواجد فى مركز قيادة وإدارة العمليات رقم 10 ليشرف على توجيه هجوم طائرات القوات الجوية

    كـــلـــهـــم حافظــوا على كـــرامتهم وكـــرامة شعبهم ، وواجهوا مايكتبه لهم القدر بكل رجــــــولــة ونخـــوة وشجـــاعة ........

    بل ، الملك فاروق ..... !!! ، رغم كل ما يقال عنه ، فإنه لم يختف فى سراديب القصر ، لا وقت الحرب العالمية الثانية ، أو حرب فلسطين ، أو حرب القنال ومحاصرة قصر عابدين ، أو خلال الثورة المجيدة ومحاصرة قصر رأس التين فى الأسكندرية
    ...
    كانوا رجالة ....

    لا ضربوا رشاشات في الهوا ... ولا بنادق ... في السحاب . ولا مسدسات في الشجر ...

    كلهم ... وبدون إستثناء .... جميع حكام مصر "الملكيين" السابقين خديوى وغيره ، لم يختلفون عن ذلك إطلاقا فى أسلوب الحفظ على كرامتهم .....!!!!!
    ....
    .......

    والآن ، دعــونا ننظر الى جهة الشـــرق ، ..العـــراق و.. "... صـــدام حســـين ...." الله يرحمه ..... !!!

    حقيقي ، شنقوه ... فجر يوم الأضضحي ... وحقيقي وقف راجـــل ... لم يخفي وجهه ، ورفض إخفاء وجهه ... ومات مرفوع الهامة .... "الله يرحمه ويغفر له" ...

    بس الإهانة .... إللي عملهاوقتها ، الإعلام الأمريكي والصهيوني .. والزيطة والزمبليطة والصور المهينة .. دي بتحرق الدم فعلا ....

    طيب ، ليه دايما ينشرو صورتع في جحر الفيران .... وما ينشروش .... صورته وهو واقف يواجه الموت "فجر يوم عيد الأضحي" ... مثل "ضحية العيد" ....

    حقيقي ، الأفندى .... قد تخلى عنه الشعور بالكرامة والعزة ، وخـــانته الشجــاعة لتحــمل مسؤليته كقــائد لدولة عربية ".... عاصمتها بغـــداد هارون الرشيد ... ، محضر الحضارة الأسلامية ...

    لقد تخفى ، وترك شعر ذقنه ينمو ، وارتدى ملابس مهــرولة ، ثـــم ، انزلق الى حفــرة فى الأرض غطيت بالرمامة ، لتمويهها ، وأختـــفى ، خـــائفآ ، هـــاربا وخاشـــيا ......من القبض عليه ........ !!!!!

    وتم القبض عليه ....، وأصبح ، ... سجينهم ... فى زنزانته .... وحبيسا لآفكاره ....
    ....
    .......

    ده الخطأ الذي وقع فيه صدام حسين الله يرحمه .....
    ...
    ......
    يا تري ، راح يحصل إيه ، إذا .. أو .. عندما تحدث حرب مرة تانية في المنطقة .... ؟؟؟؟
    ....

    أو إنقلابات أو ثورات "دموية" ....
    ...
    ..

    بصراحة ...

    الطيارات جاهزة .... والهليوكوبتر جاهز .... واليخوتجاهزة ... علشان يحطوا جلابيتهم في سنانهم ... ويفكوا ... هربانين .....
    .....
    ........
    .....

    ياريت ، ربنا ينعم علي ، وأعاصر هذه اللحظة ..... ياريت ...
    .....

    تطلع الاباب لبعضهم ... وإبتسموا .... ورددوا لأنفسهم في "سرهم" ..ز "ياريت يارب" ..
    ..
    ...

    نظر "السيد العربي" من جانب عيناه إلي الشباب الأربع الذين يجتمعوا حول مائدته .... لم يسمع ما تبلبلت بهش فاههم ، ولكنه قرأ تحركاتهم ...
    ...
    إبتسم لنفسه ... ثم واصل أفكاره بصوت عال ، يسمعونه ..
    ....
    إن قادتنا المصريون ، نـــاصر .... والســـادات .... ومبـــارك ، ..... رجال ينتمون لهذه الأرض الطيبة .... مصــر الحبيبة .... شجاع ، كــرام ، يحافظون وحافظوا على كرامتهم وكرامة شعبهم ....

    اليس هذا داعيا لنا أن نفتخــر......... ؟؟؟؟؟

    وحتى تتمعنوا ..... أقول لكم ....
    ....
    .......

    وفجأة ، غير "السيد العربي" أسلوب تحدثه لنفسه ، ووجه نظراته للباب ، لتلتقي عيناه مع عيونهم .... ووجه كلماته لهم ...
    ...
    ......

    عارف أنكم بتسمعوني ... وعارف أننا نتبادل الأفكار "صامتين" ... ولكن دلوقت ، لازم
    أككمكم مبارة وبدون تمويه ....
    ...

    فوجيء الشباب .... وكانت مفاجأة "خالد" الجرسون ، أكثر وضضوحا ... فقد كان هذذا آخر ما توقعه من "السيد العربي" في هذه اللحظة .... فوقفمندهشا وفمه مفتوحا
    .....

    إء ... إء ....إء
    ....
    معلش يا خالد .... الدنيا بتتغير
    ....
    ....

    وجه "السيد العربي" ملاحظتهإلي خالد ، ... بينما كانت علي وجهه إبتسامة لم يحاول إخفائها
    ... فقد إسعده ، رؤية رد فعل "مفاجأته" علي وجههم ....

    ... وفوا بقي ، راح أقتبس لكم بعض السطور من كتاب " الوجه الآخر للميدالية ، حرب السويس 1956 ، أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد "
    بقلم يحي الشـاعر

    ".........

    عبد الناصر توجه يوم 4 الاحد نوفمبر فى طريقه إلى بورسعيد (19)

    قال عبدالناصر للبغدادى " إننى سوف أذهب إلى بورسعيد أقاتل مع الناس " ولكن عبداللطيف البغدادى أصر على أن يصحبه، واقترح البغدادى على جمال عبدالناصر أن يبلغا عامر بقرار سفرهما إلى بورسعيد حتى لا يفاجأ به وهو قائد الجيش

    توجه الرئيس جمال عبد الناصر يوم الاحد 4 نوفمبر وبصحبته السيد عبد اللطيف البغدادى إلى الاسماعيلية لتفقد قوات الدفاع الشعبى فى الاسماعيلية قبل مواصلة سفرهم إلى بورسعيد

    وفى الطريق اكتشف البغدادى أن عبد الناصر لم يخطر عامر وإنما طلب من زكريا محيى الدين أن يبلغه فى اليوم التالى

    وذكر عبد الناصر هذه الحقيقة فى خطبته الشهيرة يوم الجمعة 9 نوفمبر 1956 للشعب قائلا "

    أنا كنت ذاهبا إلى بورسعيد ، قمت من مصر الساعة الواحدة ، وصلت الاسماعيلية الساعة الثالثة صباحا، قالوا أن القوات نزلت بورسعيد فلم أتمكن من الوصول إليها "

    ويعلق صلاح الامام فى كتابه عن ناصر وعامر ، الصداقة ، الهزيمة والانتحار ، بأنه لا شك أنه كان فى صدر عبدالناصر شئ ما دفعه إلى اتخاذ هذا القرار وهو أن يسافر إلى بورسعيد ليشترك مع المقاتلين بنفسه، وألا يخطر قائد الجيش المحارب بسفره رغم إلحاح البغدادى عليه (19)

    عبد الناصر يناقش في مكتب "المخابرات العامة " في الإسماعيلية ، الوضع العسكرى والدفاع الشعبى عن المنطقة وخاصة بورسعيد

    ولقد تأثر جمال عبد الناصر بشكل واضح أثناء تفقده لقوات الدفاع الشعبى فى الاسماعيلية يوم الاحد 4 نوفمبر وعندما رأى تنظيمها وحماسها وبعد تفقده لهذه القوات وتسليحاتها ومواقع كمائنها الدفاعية حول المدينة وفيها ، رجع إلى مقر قيادة المقاومة الشعبية فى مبنى مكتب المخابرات فى الاسماعيلية
    ...
    ......
    ...


    - يتبع -

    د. يحى الشاعر


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024, 9:40 am