ألمقاومة السرية ألمسلحة في بورسعيد حرب 1956

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ألمقاومة السرية ألمسلحة في بورسعيد حرب 1956

حـروب مـصر وتفاصيل نشاطات ألمقاومة ألسرية ألمسلحة ضد ألقوات ألبريطانية والفرنسية وألغزو الأنجلوفرنسي لبورسعيد 1956ـ حرب ألعدوان ألثلاثي ـ


    قصة لن أنساها فى حياتى ... أخ قبطى صعيدى بسيط فقير .. إنت ضيفى يابوى وباموت معــاك

    د. يحي ألشاعر
    د. يحي ألشاعر
    Admin


    ذكر المساهمات : 607
    نقاط : 1365
    ألمرتبة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/09/2018
    العمر : 86
    الموقع : http://yahia-al-shaer.square7.ch

    قصة لن أنساها فى حياتى ... أخ قبطى صعيدى بسيط فقير .. إنت ضيفى يابوى وباموت معــاك Empty قصة لن أنساها فى حياتى ... أخ قبطى صعيدى بسيط فقير .. إنت ضيفى يابوى وباموت معــاك

    مُساهمة من طرف د. يحي ألشاعر الإثنين 01 أكتوبر 2018, 3:02 pm


    قصة لن أنساها فى حياتى ...
    أخ قبطى صعيدى بسيط فقير ..
    إنت ضيفى يابوى وباموت معــاك







    يرد أحيانا ... عضو في منتدى على ملاحظة أو تعليق ... فتطفوا على السطح ... ذكريات ... وما أحلاهم ...

    كان التعليق أدناه ... فى منتدى الواحة ... سببا لأن أرد علي العضو الأخ الفاضل ،"إبراهيم فرناس" بسطورى التالية التى أنقلهم من سرد الأحداث فى كتابى

    اقتباس



    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Fern عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الروابط
    الاستاذ / يحيى
    يسلم قلمك ياريت الاغلبية تاخد بالنصيحة دى ونبص لقدام ماكانش دا يبقى حال البلد وحالنا ، واضم صوتى لصوتك ................ مين تانى معانا
    اما بالنسبة لسعادتك باكتسابك لاخ فى الوطنية وهو قبطى فلا شيء مستغرب فى هذا الموضوع فهم اخواننا فى مصريتنا وهم جيراننا واصدقاؤنا واختلطت دماؤنا معا دفاعا عن تراب هذا الوطن فى 48 و 67 و 73 وقبل كدة بكثير
    وتحية لكل شهداء مصر بدون تمييز
    اطيب تمنياتى لك ولصديقك




    فيما يلي ، قصة لن أنساها مدي حياتى ... عن أخ قبطى صعيدى بسيط فقير ...إنت ضبفى يابوى وباموت معــاك

    ولا ننسى سنة 1956 ... فقد كان لهم نصيبهم من الشهداء والقتلى والضحايا ... وساعدنا الكثير منهم فى معامنا ... ولم يتخاذل أحدهم فى دوره فى المقاومة السرية السلبية (اضرابات ... مظاهرات .. وتدعيم آخر) ... إنهم إخوتنا في الوطن ... ولن ننساهم

    هناك قصة .. لن أنساها فى حياتى ...

    بعد نصف ليلة 15 ديسمبر 1956 بعدما هاجمنا معسكر الدبابات اليريطانية الموجود على طرح البحر ... وقد كانت هذه هى العملية الةحيدة التى قامت بها الصاعقة خلال تواجدها فى بورسعيد ...

    وأدوا عملا فظبعا جبارا عندما أطلقوا صواريخ مدافع البلندسيد السويدية على الدبابات ... وكانوا قد أحضروها معهم من سيناء ، يعدما أتـموا المعارك التعطيلية فى أبوعجيلة ... حتى تتمكن القوات الرئيسية التى عبرت القناة من الرجوع الى الضفة الغربية منها

    المهم ..

    بعدما قمنا بالأشتراك مع الجنود البريطانيين وجنود الأمم المتحدة الذين هرعوا الى المنطقة بسبب صوت الأنفجارات ... وكانوا يحاولون تطويق الصاعقة من الظهر حبث كنا نحميهم .. بدأ البريطانييون يتحركوا من منطقة الأفرنج الى منطقة العرب فى إتجاه تواجدنا ...

    كنا قد حققنا الهدف من المعركة المشتركة .. وأنسحب أفراد الصاعقة ودخلوا زنزانات السجن .. كما كانت الخطة الموافق عليها " قام الملازم سامى خضير بإعداد الأوراق المزيفة لهم ... على أنهم لصوص ... ومجرمين .. ونصابين ... وحرامية"..

    كانت الأوامر التى أصدرها الصاغ أ ح سعد عبدالله عفرة واضحة ...

    1 - بعد تأمين ظهر الصاعقة .. الأنسحاب الفورى من المنطقة

    2 - إذا أستدعى الأمر وحدث قتال شوارع ... يغطى أقل عدد من الأفراد
    البقية .. حتى يتمكنوا من الأنسحاب والأختباء فى منازل حوارى حى العرب
    فلم بكن الهدف الدخول فى معركة ... غير متكافئة ... نقتل إثنين ... ويقتل
    عشرة منا وخاصة أن عدد الأفراد المقاتلين فى المقاومة لم يزد على خمسون شخصا
    بما فى ذلك القيادة ..... !!!!!!!!!!

    3 - تفاصيل أخرى لا علاقة لهم بالموضوع هنا ...

    المهم ...
    لم بتلقى سوى السيد صبحى الكومى وأنا "يحى الشاعر" بعدما غطينا ظهر زملائنا
    حتى بختفوا منازل الحوارى ...

    ومن يعرف بورسعيد وهندسة شوارعها ... سبقدر صعوبة ذلك بسبب سهولة إكنشافة من مسافات بعيدة ...

    تفرقنا " السيد صبحى الكومى وأنا "وخاصة أن أصوات الهرولة وأقدام الجنود البريطانيين بدأت تقترب منا ... وأسرع كل منا فى طريقه للأختباء ومعه بندقيته التشيكسية "سيميانوف" وقنبلتين بدويتبن "بقية من أربعة" ... كنت أحمل معى يندقيتين ... يسبب جرح أحد زملائى وتركه لسلاحه

    وصلت الى شارع الحميدي قادما من شارع سعد زغلول .. خلال الحارة الجاورة لمحل يائع السمك "ابو زكرى" ولم بكن من الممكن عبور شارع الحميدى ... لآن داورية بريطانية كانت تقترب قادمة من شارع محمد على ..

    لم يكن أمامى سوى الدخول فى أول باب يناية أجده .. وطرقت على أول ياب شقة سكن أمام أعينى .... فى البدروم ....

    مضت ثوان كالدهر الطويل ... وسمعت من خلف الباب صوت رجل بلهجة "صعيدية " يسأل عن من يطلاق ... أجبت بصوت منخفض ... "يحى الشاعر ... فدائى"

    كانت المدينة قد إهتزت بعد الأنفجارات المتعددة ... سواء من صواريخ مدفع البلندسيد ... أو إنفجارات ذخيرة الدبابات .. أو لإنفجارات قنابلنا اليدوية فى كمين شارع سعد زغلول .. أو طلقات الرصاص المتبادلة ... ولم ينم أحد كما لم بقترب أحد من الشبابيك خوفا من الأصاية برصاص طائش .....

    المهم ...

    فتح باب الشقة البدروم ليظهر ورائها جسم ... يقارب حجم الباب .. ما شاء الله
    حوالى مترا وتسعين ... وعرض نصف الباب ... وما كاد يرانى ... حتى سحبنى الى داخل الحجرة ... قائلا يصوت عميق وكله حنان ولهفة وقلق ... "إدخل يابوى" ... وأغلق باب الينابة خلفى ... فقد كان مفتوحا ... وأغلق باب الشقة خلفى " ... وجلست بجانبه على الأرض .. وتطلعت للباب مستعدا ...

    القيت نظرة بسيطة حولى ..وكان ضوء أحد فوانيس شارع الحميدى بلقى بضوء خافت الى داخل الغرفة من خلال فقرات الشيش الخشيى ... فوجدت صورة السيدة مريم وفى أحضانها سيدنا عيسى وعرفت أننى ضيف أخ من أقباط الصعيد

    نظرا الى ونظر الى البندقيتين وقال ... "أجول ... أنا كنت عسكرى .. إدينى بندجية ... يموتونى جبلك با بوى ... إنت ضبفى ... يابوى ... وباموت معاك"

    أعطيته بندقية .. وأعطيته عشرة طلقات ... وقنبلة يدوية ... وأنتظرنا متربصين

    مضت دقائق .. وسمعنا صوت الجنود البريطانيين يقترب ... ولكنه لم يتوقف أما البناية ... وبدأ صوتهم يبتعد .... ومضت الساعات ... حتى طلع نور الفجر ... وبدأنا نسمع صوت الناس فى شارع الحميدى ....

    سألتى .. كيف سأسير فى الشارع ومعى البنادق ... فأخبرته بأنى سأضع يندقية حول ساقى فى البنطلون .. وسأترك الأخرى طرفه ... وسيحضر عسكرى بوليس فيما بعد ليأخذها منه ...

    وافق ... ولكنه رفض أن يتركنى أغادر الشقة وأذهب لمنزلنا وحدى وعرض على أن يسير يصاحبنى .. ومعه القنبلتين اليدوية .. حتى بقوم بالواجي إذا حدث شيىء
    ....

    وبالفعل ... صاحبنى حتى إقترينا من كنيسة الأقباط بالقرب من منزلنا ... وتركته
    ومعه القنابل اليدوية ... وطلبت منه أن بأتى الى قسم يوليس "العرب" ... ويطلب
    مقابلة "المخبر خضر" ... ويسلمهم له ....

    وحدث .... وسلم القنابل ... ولم أراه منذ تلك اللحظة

    كل هذه القصة الطويلة ... حتى أذكر فى النهاية ... واقعة هامة ... فيها حكمة وعيرة

    المعركة كانت يوم ليلة السبت 15 ديسمبر 1956 ... وكانت المجموعة الرابعة إخنطفت بوم الثلاثاء 11 ديسمير 1956 الضابط الملازم أنطونى مورهاوس "إبن عمة الملكة أليزابيت إخنطاف
    " ... وقد قمت أنا بتخبئة جثته ودفنه تحت السلم عمارة أخرى فى غرفة بواب ... ولم يجده البريطانيين وكانوا لا يزالوا يبحثون عنه ... والمصيبة أن قام السيد عسران قبل طهر بوم الجمعة 14 ديسمير ... بإغتيال الماجور جون وليامز"رئيس نخابرات القوات البريطانية" بقنبلة بدوية (خيئها فى رغيف خبز) ... وجرح فى العملية مساعده .. وقمنا بعد نصف الليل يوم السبت 15 ديسمبر 1956 بعمليتنا ... وكان البريطانيين مستعدين يدفعوا دهب ... للخيانة ... وكانت سيارات ميكرفوناتهم .. واذاهى القوات البريطانية من قبرص "سابقا الشرق الأدنى" تذيع أخبار هذه المكافأة المالية ......... !!!!!!!!!

    "كان البريطانيون قد وضعوا جائزة ... عشـــرة آلاف جنيه مصرى ... مكافئة
    لكل من يبلغ عن أحد الفدائيين ... وعـــشرين الف جنيه مصرى ... لمن يسلم
    لهم أحد االفدائيين ... حيا ... أو جريحا ..... "

    وأترك الباقى لتخيلاتكم .... لتتأكدوا ... أن الأخوة الأقباط ... أشقاؤنا ... فى الوطن ...




    وأننى أشكر أحدهم ... شخص مجهول .... أخ قبطى .... صعيدى ... بسيط ... فقير ...
    لمحافظته معى ... على ..... حباتى




    د. يحى الشاعر

    القصة إعلاه ... مقتبسة ومختصرة ومنسقة

    مقتطف من سطور كتابى
    " الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
    أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
    بقلم يحى الشاعر
    الطـبعة الثـانية 2006 ، طبعة موسعة
    رقم الأيداع 1848 2006
    الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل 2024, 2:36 pm