الدفاع عن سيناء ومساواة مصر بإسرائيل أمنيا ـ
محمد سيف الدولة
[quote]
الدفاع عن سيناء ومساواة مصر بإسرائيل أمنيا ـ محمد سيف الدولة
Contributed by زائر on 4-4-1430 هـ
Topic: محمد سيف الدولة
ان تحرير مصر من القيود الامنية فى سيناء هى بالدرجة الاولى مسئولية الادارة المصرية التى اعترفت باسرائيل والتى وقعت هذه المعاهدة والتى وضعتنا فى هذه الورطة التاريخية .
محمد سيف الدولة (المصريون) : بتاريخ 28 - 3 - 2009
الخطر
منذ بضعة شهور فقط ، صرح آفى ديختر وزير الامن الداخلى الصهيونى السابق أنه فى حالة حدوث انقلاب فى السياسة المصرية تجاه اسرائيل ، فانهم على استعداد الى العودة الى شبه جزيرة سيناء وقال : " عندما انسحبنا من سيناء ، ضمنا ان تبقى رهينة . هذا الارتهان تكفله ضمانات امريكية من بينها السماح لاسرائيل بالعودة الى سيناء ، وكذلك وجود قوات امريكية مرابطة فى سيناء تمتلك حرية الحركة والقدرة على المراقبة بل و مواجهة أسوء المواقف وعدم الانسحاب تحت اى ظرف من الظروف " وان " سيناء مجردة من السلاح ومحظور على الجيش المصرى الانتشار فيها هى الضمانة الوحيدة والاقوى لاحتواء اى تهديد افتراضى من مصر "
وان " سيناء بعمق 150 كيلومتر مجردة من السلاح هى الضمان الذى لن نتخلى عنه فى كل الظروف "
هذا ما نقلته الصحف الاسرائيلية عن نص محاضرة القاها فى 4 يوليوالماضى فى معهد ابحاث الامن القومى فى اسرائيل .
وكان الرئيس الراحل انور السادات قد صرح قبل ذلك بـ 34 عاما ، قبل ان يغير موقفه ، في حديثه لمجلة للتايم فى 19/3/1974:
" إن الحديث الدائر في اسرائيل عن نزع سلاح سيناء يجب أن يتوقف 0 فاذا كانوا يريدون نزع سلاح سيناء فسوف اطالب بنزع سلاح اسرائيل كلها 0 كيف انزع سلاح سيناء 00انهم يستطيعون بذلك العودة في وقت يريدون خلال ساعات "
ان هذه التصريحات لا يجب ان تفاجئنا ، فحقيقة ان سيناء فى خطر هى حقيقة قديمة وثابتة ، ولكنها كانت الى وقت قريب محجوبة عن العامة من الناس ، الى ان كشف العدوان الاخير على غزة واحداث العام الماضى على الحدود المصرية الفلسطينية ، الكثير من خفايا كامب ديفيد ومعاهدة السلام .
واصبح هناك الآن شبه اجماع وطنى على ضرورة التحرر من قيودها ، وعلى راسها الترتيبات الامنية القائمة فى سيناء ، والتى تحول دون الدفاع عنها فى حالة تعرضها لعدوان اسرائيلى جديد على الوجه الذى حدث فى عامى 1956 و1967.
البديل
وفى مواجهة هذه المسألة تحديدا ، نقدم التصور التالى الذى يطرح الحد الادنى المقبول وطنيا وسياديا ، من الترتيبات الامنية البديلة :
1) وضع قواتنا فى المنطقة ( أ ) ، عرضها 58 كم شرق القناة مباشرة :
الترتيبات الحالية : مقيدة بـ 22 الف جندى فقط ومقيدة التسليح
الترتيبات المستهدفة : بلا قيود فى العدد او التشكيل او التسليح او التوزيع
2) وضع قواتنا فى المنطقة ( ب ) ، عرضها 109 كم بوسط سيناء :
الحالية : مقيدة بـ 4000 جندى حرس حدود فقط ، مسلحين باسلحة خفيفة
المستهدفة : بلا قيود على الاطلاق
3) وضع قواتنا فى المنطقة ( ج ) ، عرضها 33 كم غرب الحدود الدولية مباشرة :
الحالية : بوليس فقط ، بالاضافة الى 750 جندى حرس حدود ، مسلحين باسلحة خفيفة بموجب اتفاقية فيلادلفيا الموقعة فى اول سبتمبر 2005 بين مصر واسرائيل .
المستهدفة : بلا قيود على الاطلاق فيما عدا منطقة عرضها 3 كم ولتكن اسمها ( هـ ) مثل المنطقة ( د ) باسرائيل ، سنتناوها فى البند السابع .
4) المطارات والموانى العسكرية المصرية فى سيناء :
الحالية : محظورة تماما
المستهدفة : متاحة بلا قيود
5) وضع القوات الاسرائيلية فى المنطقة ( د ) وعرضها 3 كم داخل اسرائيل :
الحالية : مقيدة بـ 4000 جندى اسرائيلى .
المستهدفة :............... ؟
6) وضع القوات الاسرائيلية داخل اسرائيل وراء المنطقة ( د ) :
الحالية : بلا قيود على الاطلاق
المستهدفة :................ ؟
7) منطقة مستحدثة ( هـ ) داخل مصر بمحاذاة الحدود الدولية ، ومماثلة للمنطقة
( د ) داخل اسرائيل وبعرض 3 كم فقط و مقيدة بـ 4000 جندى مصرى حرس حدود وبتسليح مماثل .
الرقابة الاجنبية على اسرائيل :
الحالية : من 50/100 مراقب مدنى داخل الشريط الحدود ( د ) ، حيث رفضت اسرائيل وجود قوات اجنبية على اراضيها
المستهدفة :.................... ؟
9) الرقابة الاجنبية على مصر فى سيناء :
الحالية : قوات أجنبية عددها حوالى 2000 فرد متمركزة فى قاعدتين عسكريتين فى الجورة وفى شرم الشيخ بالاضافة الى 31 نقطة تفتيش اخرى
المستهدفة : مراقبين مدنيين فقط لا يتعدى عددهم 100 ، وبشكل مماثل للمراقبين الموجودين الان فى اسرائيل ، يتمركزون فى المنطقة المستحدثة ( هـ ) على الشريط الحدودى .
10) هوية القوات الاجنبية فى سيناء فى حالة فشل المطلب السابق :
الحالية : قوات متعددة الجنسية تحت قيادة امريكية و40 % من تشكيلها قوات امريكية والباقى من حلفاء امريكا فى الناتو وأمريكا اللاتينية
المستهدفة : قوات امم متحدة تحت ادارة الامم المتحدة وليس امريكا .
أو قوات متعددة الجنسية من دول عربية واسلامية وصديقة وغير خاضعة للولايات المتحدة الامريكية .
11) الحق فى سحب القوات الاجنبية من سيناء
الترتيبات الحالية : لا يجوز لمصر المطالبة بسحبها الا بعد موافقة مجلس الامن بما فى ذلك التصويت الايجابي للاعضاء الخمسة الدائمين فيه بالاجماع
الترتيبات المستهدفة : حق مصر فى سحبها متى شاءت تطبيقا لقواعد السيادة فى القانون الدولى وفى الدستور المصرى .
* * * * * *
الخلاصة :
انتهى عرض التصور البديل ، والذى تنطلق فلسفته الرئيسية من تطبيق قواعد المساواة والمعاملة بالمثل من الناحية الامنية على كل من مصر واسرائيل ، والاكتفاء بمنطقة مقيدة التسليح داخل مصر اسميناها المنطقة ( هـ ) تكون مطابقة فى عرضها وقواتها وتسليحها وقيودها والرقابة عليها ، للمنطقة ( د ) داخل اسرائيل .
و رفض الذريعة التى قدمتها اسرائيل وامريكا ، وقبلها المفاوض المصرى حينذاك ، و القائلة بتطبيق قاعدة النسبة والتناسب بين مساحة كل بلد ومساحة المناطق منزوعة السلاح ، وما بنى عليها من نزع سلاح مساحات من الاراضى المصرية اكبر (50 ) ضعفا من مساحة المناطق المقيدة داخل اسرائيل .
فهذه الذريعة السخيفة وغير المقبولة وطنيا ، تتجاهل حقيقة ان المعيار الاساسى هو التساوى فى درجة المخاطر ، فالمسافة بين أرتال الدبابات الصهيوينة والتراب المصرى هى 3 كيلومتر فقط ، يمكن قطعها فى بضعة دقائق .
فى حين المسافة بين 230 دبابة مصرية فقط ، وبين الحدود الدولية هى 150 كيلومتر .
وفى هذا انحياز بين و صريح لامن اسرائيل على حساب امن مصر .
ملاحظات أخيرة :
1. ان تحرير مصر من القيود الامنية فى سيناء هى بالدرجة الاولى مسئولية الادارة المصرية التى اعترفت باسرائيل والتى وقعت هذه المعاهدة والتى وضعتنا فى هذه الورطة التاريخية .
وتستطيع ، ان توفرت الارادة الوطنية ، ان تحقق ذلك بخطوات عديدة ، أحدها هو توظيف المادتين الرابعة والسابعة فى المعاهدة ، فالرابعة تؤكد حقنا فى اعادة النظر فى الترتيبات الامنية ، والسابعة تنظم القضايا الخلافية بين اطراف المعاهدة فيما لو رفضت اسرائيل ، على الوجه الذى حدث فى قضية طابا .
2. ان مطالبنا السابقة ، وطريقة عرضها لا تعنى على اى وجه من الوجوه اننا على استعداد للاعتراف باسرائيل او بشرعية المعاهدة . انما رغبنا فى تقديم البدائل الوطنية المرحلية فى مسألة محددة ، لسد الذرائع على انصار كامب ديفيد الذين يدعون طول الوقت انه ليس فى الامكان ابدع مما كان .
3. ان ما تناولته هذه الورقة هى مسألة واحدة فقط من مسائل متعددة فى كيفية التحرر من كامب ديفيد .
4. ولقد اخترنا البدء بالترتيبات الامنية ، لانها مصدر الخطر والتهديد والضغط الرئيسى على مصر ، والتى ان نجحنا فى التحرر منها ، نكون قد خلخلنا حجرا كبيرا فى هذا البناء الكريه .
* * * * *
القاهرة فى 26 مارس 2009
Seif_eldawla@hotmail.com
................"
د. يحى الشاعر