ألإسعاف ودور المدرسين البطولى خلال حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956
تعتبر من أفضل مجموعات المقاومة السرية السلبية وأدت للمقاومة السرية المسلحة أفضل الخدمات ....
لا يجب أن ننسى المجهود البطولى الذى أداه رجال الأسعاف الى بورسعيد ... سواء خلال وقت الغارات ، بإنقاذهم ومعالجتهم الفورية للعديد من الجرحى ... رغم سقوط القنابل ورغم مهاجمة طائرات العدو لسيلراتهم البيضاء ، او منذ قيام المقاومة السرية المسلحة
وقبل البداية ، أوجه النظر الى الصفحة ، عن تشكيلات المقاومة السرية المسلحة وقياداتها ، قبل أن نتوغل فى بعض السطور التى دونتها فى كتابى عن بطولات رجال هذه المجموعة أ الذيى كان معظمهم من المدرسين والموظفين فى المدينة
تعتبر من أهم عمليات مجموعة الأسعاف ، تهريب الصاغ .أ ح سعد عبددالله عفرة ، مبعوث الرئيس جمال عبدالناصر الى المدينة ، لتولى قيادة المرحلة الثانية من المقاومة ،
ارتدى زى رجال الأسعاف وتسلل الى بورسعيد قادما من الأسماعيلية فى إحدى سيارات الأسعاف ودخل المدينة ليبقى فيها متخفيا حتى مغادرة القوات الأنجلوفرنسية للمدينة
وقد أقام سعد عفرة طوال الوقت فى منزل يحى الشاعر
...
......
....
بدأنا نشاطاتنا فى المقاومة السرية المسلحة باستعمال كل ما يتوفر تحت ايدينا من إمكانيات، واردنا أن نموه على العديد من عملياتنا فكان من بين أول ما التجأنا اليه الألتجاء لأستعمال مصادر وسيارات مؤسسة ومجموعة الأسعاف ويستعمل فيها سيارات الأسعاف قبل وصول أوامر القاهرة بالتخلى عن ذلك حفظا للحياد الظاهرى للأسعاف وعدم كشف دوره السرى
ويدون كمال الصياد مايلى للتاريخ "... ، ولم نكن ندرى طبعا عن خطط المخابرات العامة فى إستعمال مؤسسة الأسعاف والهلال الأحمر لعمليات التخفى المهمة فيما بعد ومنها تهريب القائمقام حسن رشدى لخارج بورسعيد بعد التعاون مع أطباء المستشفى الأميرى أو تسلل الصاغ سعد عفرة الى المدينة "
قام السيد عبد الرحيم قومندان الأسعاف بإحضار سيارة إسعاف وقام بعض أفراد المجموعة الثانية وهم حسن محمد الصياد وأحمد شوقى الحسينى ومحمد محمد العسال ومعهم من المجموعة الأولى شعبان عبده وعبدالمنعم مختار وعلى حمزه وعلى الأشكاربالى ومن رئاسة المجموعات يحي الشاعر بعد أن قام بعضهم بلبس رداء الأسعاف وحملوا معهم ثمان مدافع رشاشة من نوع كارل جوستاف و 16 قنبلة ميلز 36
...
......
....
مجـموعة ألإسعاف بقيادة محمد هادى الشاعر
كانت تتكون من 28 عضوا برئاسة محمد هـادى ألشاعـر الذى كان يتولى مسؤوليتها القيادية علاوة على قيادته للمقاومة السلبية السرية (مسؤلية مزدوجة منسقة) وحامد الألفى كرئيس للأسعاف ومن أبرز أعضائهاا محمد شاكر مخـلوف حامد الألفـى والسيد عبد الرحيم والعديد من المدرسين ، وأحمد قورة وحلمى الساعى وأمين العصفورى وعبدالفتاح الدسوقى ومختار الدسوقى وسعيد شحاته وعبد المنعم شحاته وسليمان جمعة ومحمد سليم
...
......
....
سيارات إلأسعاف مرة أخرى
رغم أننا قد توقفنا ننذ مدة طويلة عن عدم وضع سيارات الأسعاف فى محل شبه فقد إستدعت هذه العملية اسنثناء واجب، فأصدر كمال الصياد أوامره الى مجموعة الأسعاف بوضع ثلاثة سيارات تحت تصرف تنسيق العملية للأشتراك فى تخبئة بعض الفدائيين فيها إستعدادا للتدخل فى حالة الضرورة، وكالعادة أظهرت مجموعة الأسعاف كل سرورها للتعاون ووضعت ثلاثة سيارات إسعاف تحت تصرفنا، ولقد وقفت اسفل السيارات الثلاثة على القرب المنزل وعلى مسافة متقاربة وكان بداخلها بعض رجال المجموعة الخاصة فى تشكيلات المقاومة المنتخبون من التشكيلات للقيام بهذه المهمة وهم يحملون أحدث الأسلحة من رشاشات وبنادق لىأنفيلد ورشاشات البرن بعدما تراجعت قوات البريطانيين الى مشارف المنطقة الشرقية من المدينة على إمتداد شارع الميناء فى حالة إستعداد للقفز من السيارة والتدخل فى حالة حدوث ما قد يعطل نقل الأسلحة
وقد قام حامد الألفى بتولى مسؤلية استعداد مجموعة الأسعاف بشكل طوارىء لكل الأحتمالات والأمكانيات وساعده محمد هادى ألشاعر ومحمد شاكر مخلوف نظرا لأحتمال حدوث جرحى خلال عملية حددناه لمساء اليوم
...
......
....
وأنطلقت السيارة حسب الخطة الموضوعة بسرعة الى شارع السلطان حسين وفى الداخل قبع الأبطال وهم يمسكون مدافعهم وكانوا على استعداد للأشتباك فى أى لحظة ، فمنذ بداية المعركة والأنجليز يطلقون الرصاص على سيارات الأسعاف فى الطريق ورجال الأسعاف يعملون رغم ذلك وقتل منهم شاب وجرح آخرون
ولذلك كان رجال الأسعاف أبطالا واستمروا يؤدون واجبهم المقدس حتى فى أحلك الأوقات ولذلك كان الرجال فى داخل السيارة مستعدين للأشتباك فى أى لحظة ولكن العجيب أنهم مروا دون أن يحدث شئ ووصلوا بالفعل الى شارع السلطان حسين"
ويوالى كمال الصياد " كان الموقف فى الشارع كالآتى: الدبابات السنتوريوم الضخمة تتدفق على الشارع من فتحة سور الجمرك وتنطلق الى شوارع بورسعيد تطلق قنابلها ورصاصها وجنود العدوان بنزلون من الناقلات عند تقاطع سارع السلطان حسين ومحمد محمود توقفت سيارة الأسعاف ونزل اللرجال يحملون نقالة مغطاة وفى قلب النقالة تحت العطاء كانت ترقد المدافع والقنابل ودخلوا بيتا على ناصية الشارعين وله باب من كل ناحية دخلوا من باب شارع محمد محمود وخلعوا رداء الأسعاف وحملوا مدافعهم واسلحتهم وخرجوا فجأة من الباب المطل على شارع السلطان حسين وفى لحظات إنطلق الرصاص والقنابل على طوابير الجنود وحدثت دربكة كبيرة وصار الأنجليز والفرنسيون يطلقون الرصاص بعضهم على بعض وهنا انسحب الرجال بسرعة الى المبنى ووضعوا المدافع فوق النقالة وعليها غطاء وخرجوا من الباب الآخر الى سيارة الأسعاف التلى انطلقت بهم بسرعة الى داخل المدينة بشارع عبادى حيث أنزلت الأسلحة الى أحد مخازنها منزل عبدالمنعم مختار وبعد دقائق حضر يحى الشاعر وأخبرنى بنجاح العملية."
...
......
....
إجتماع طارىء برئاسة سعد عفرة
ولم يطل الوقت حتى دخل كمال الصياد من باب مسكننا ثم بدأ معانقته كل من فى الغرفة مبتدأ بوالدتى مباركا للجميع بتحرير مصر وقبل أن يوالى حديثه قدم اليه سعد المسدس الذى كان فى حوزة مصطفى معلقا ".. مصطفى عمل شغل كويس النهاردة..ياكمال، أشكره .." ففعل كمال الصياد، ولم تمضى دقائق حتى دخل سمير غانم المسكن فى صحبة الملازم سامى خضير وتكرر مشهد التهنئة والقيبل والأخذ فى الأحضان، ثم علق سعد عقرة، بأننا ننتظر شقيقى محمد هادى حتى نبدأ الأجتماع الطارىء ، وماكاد ينتهى من جملته حتى ظهر شقيقى محمد هادى على عتبة مدخل الغرفة
ابتدأ سعد عفرة الأجتماع الطارىء المفاجىء الذى فهمت منه أنه قد حدده فى مسكننا فور التأكد من مغادرة آخر السفن الأنجلوفرنسية للميناء، ولم يضع سعد عفرة وقتا بل تلى علينا أوامره الفورية بضرورة التأكد من تواجد جميع أفراد مجموعاتنا المقاتلة على كافة مستوياتها وبأسلحتهم الشخصية التى فى حوزة كل منهم وتوزعه منتشرين فى جميع مناطق نشاطاتهم الجغرافية فى المدينة وبالذات كل من مجموعة منطقة ألإفرنج ومجموعة بورفؤا د ومجموعة منطقة وسط بورسعيد ومنطقة ألعرب ليساعدوا قوات أفراد البوليس فى المحافظة على الأمن فى الساعات القادمة حتى منتصف الليل وحتى يتم استكمال توزيع بقية أفراد جنود البوليس وبعض جنود الجيش المتوجهين فى طريقهم الى نقاطهم لمدينة
وأصدر أوامره بأن على المجموعات المذكورة أن تمنع التعدى على مكاتب الشركات الأجنبية ومنازل الأجانب فى منطقة الأفرنج وتساعد كل من المجموعة الخاصة ومجموعة عزبة فاروق ومجموعة إلقابوطى المجموعات السابقة فى المنطقة الواقعة بين شارع محمد على وشارع رمسيس نظرا لتواجد العديد من العائلات الأجنبية فى محيطها الجغرافى ، كما طلب من شقيقى محمد هادى الشاعر بالتعاون مع حامد الألفى فى الأستعداد مجموعة ألإسعاف لكافة الأحتمالات وحدوث اصطدامات بين بعض المواطنين وأفراد مجموعاتنا
أما مجموعة الأسعاف ، فقد قام حامد الألفى بتولى مسؤلية استعداد مجموعة الأسعاف بشكل طوارىء لكل الأحتمالات والأمكانيات وساعده محمد هادى ألشاعر ومحمد شاكر مخلوف نظرا لأحتمال حدوث جرحى خلال عملية حددناه لمساء اليوم
د. يحي الشاعر
مقتطف من سطور كتابى
" الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
بقلم يحى الشاعر
الطـبعة الثـانية 2006
طبعة موسعة
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى isbn 977 – 08 – 1245 - 5
تعتبر من أفضل مجموعات المقاومة السرية السلبية وأدت للمقاومة السرية المسلحة أفضل الخدمات ....
لا يجب أن ننسى المجهود البطولى الذى أداه رجال الأسعاف الى بورسعيد ... سواء خلال وقت الغارات ، بإنقاذهم ومعالجتهم الفورية للعديد من الجرحى ... رغم سقوط القنابل ورغم مهاجمة طائرات العدو لسيلراتهم البيضاء ، او منذ قيام المقاومة السرية المسلحة
وقبل البداية ، أوجه النظر الى الصفحة ، عن تشكيلات المقاومة السرية المسلحة وقياداتها ، قبل أن نتوغل فى بعض السطور التى دونتها فى كتابى عن بطولات رجال هذه المجموعة أ الذيى كان معظمهم من المدرسين والموظفين فى المدينة
تعتبر من أهم عمليات مجموعة الأسعاف ، تهريب الصاغ .أ ح سعد عبددالله عفرة ، مبعوث الرئيس جمال عبدالناصر الى المدينة ، لتولى قيادة المرحلة الثانية من المقاومة ،
ارتدى زى رجال الأسعاف وتسلل الى بورسعيد قادما من الأسماعيلية فى إحدى سيارات الأسعاف ودخل المدينة ليبقى فيها متخفيا حتى مغادرة القوات الأنجلوفرنسية للمدينة
وقد أقام سعد عفرة طوال الوقت فى منزل يحى الشاعر
...
......
....
بدأنا نشاطاتنا فى المقاومة السرية المسلحة باستعمال كل ما يتوفر تحت ايدينا من إمكانيات، واردنا أن نموه على العديد من عملياتنا فكان من بين أول ما التجأنا اليه الألتجاء لأستعمال مصادر وسيارات مؤسسة ومجموعة الأسعاف ويستعمل فيها سيارات الأسعاف قبل وصول أوامر القاهرة بالتخلى عن ذلك حفظا للحياد الظاهرى للأسعاف وعدم كشف دوره السرى
ويدون كمال الصياد مايلى للتاريخ "... ، ولم نكن ندرى طبعا عن خطط المخابرات العامة فى إستعمال مؤسسة الأسعاف والهلال الأحمر لعمليات التخفى المهمة فيما بعد ومنها تهريب القائمقام حسن رشدى لخارج بورسعيد بعد التعاون مع أطباء المستشفى الأميرى أو تسلل الصاغ سعد عفرة الى المدينة "
قام السيد عبد الرحيم قومندان الأسعاف بإحضار سيارة إسعاف وقام بعض أفراد المجموعة الثانية وهم حسن محمد الصياد وأحمد شوقى الحسينى ومحمد محمد العسال ومعهم من المجموعة الأولى شعبان عبده وعبدالمنعم مختار وعلى حمزه وعلى الأشكاربالى ومن رئاسة المجموعات يحي الشاعر بعد أن قام بعضهم بلبس رداء الأسعاف وحملوا معهم ثمان مدافع رشاشة من نوع كارل جوستاف و 16 قنبلة ميلز 36
...
......
....
مجـموعة ألإسعاف بقيادة محمد هادى الشاعر
كانت تتكون من 28 عضوا برئاسة محمد هـادى ألشاعـر الذى كان يتولى مسؤوليتها القيادية علاوة على قيادته للمقاومة السلبية السرية (مسؤلية مزدوجة منسقة) وحامد الألفى كرئيس للأسعاف ومن أبرز أعضائهاا محمد شاكر مخـلوف حامد الألفـى والسيد عبد الرحيم والعديد من المدرسين ، وأحمد قورة وحلمى الساعى وأمين العصفورى وعبدالفتاح الدسوقى ومختار الدسوقى وسعيد شحاته وعبد المنعم شحاته وسليمان جمعة ومحمد سليم
...
......
....
سيارات إلأسعاف مرة أخرى
رغم أننا قد توقفنا ننذ مدة طويلة عن عدم وضع سيارات الأسعاف فى محل شبه فقد إستدعت هذه العملية اسنثناء واجب، فأصدر كمال الصياد أوامره الى مجموعة الأسعاف بوضع ثلاثة سيارات تحت تصرف تنسيق العملية للأشتراك فى تخبئة بعض الفدائيين فيها إستعدادا للتدخل فى حالة الضرورة، وكالعادة أظهرت مجموعة الأسعاف كل سرورها للتعاون ووضعت ثلاثة سيارات إسعاف تحت تصرفنا، ولقد وقفت اسفل السيارات الثلاثة على القرب المنزل وعلى مسافة متقاربة وكان بداخلها بعض رجال المجموعة الخاصة فى تشكيلات المقاومة المنتخبون من التشكيلات للقيام بهذه المهمة وهم يحملون أحدث الأسلحة من رشاشات وبنادق لىأنفيلد ورشاشات البرن بعدما تراجعت قوات البريطانيين الى مشارف المنطقة الشرقية من المدينة على إمتداد شارع الميناء فى حالة إستعداد للقفز من السيارة والتدخل فى حالة حدوث ما قد يعطل نقل الأسلحة
وقد قام حامد الألفى بتولى مسؤلية استعداد مجموعة الأسعاف بشكل طوارىء لكل الأحتمالات والأمكانيات وساعده محمد هادى ألشاعر ومحمد شاكر مخلوف نظرا لأحتمال حدوث جرحى خلال عملية حددناه لمساء اليوم
...
......
....
وأنطلقت السيارة حسب الخطة الموضوعة بسرعة الى شارع السلطان حسين وفى الداخل قبع الأبطال وهم يمسكون مدافعهم وكانوا على استعداد للأشتباك فى أى لحظة ، فمنذ بداية المعركة والأنجليز يطلقون الرصاص على سيارات الأسعاف فى الطريق ورجال الأسعاف يعملون رغم ذلك وقتل منهم شاب وجرح آخرون
ولذلك كان رجال الأسعاف أبطالا واستمروا يؤدون واجبهم المقدس حتى فى أحلك الأوقات ولذلك كان الرجال فى داخل السيارة مستعدين للأشتباك فى أى لحظة ولكن العجيب أنهم مروا دون أن يحدث شئ ووصلوا بالفعل الى شارع السلطان حسين"
ويوالى كمال الصياد " كان الموقف فى الشارع كالآتى: الدبابات السنتوريوم الضخمة تتدفق على الشارع من فتحة سور الجمرك وتنطلق الى شوارع بورسعيد تطلق قنابلها ورصاصها وجنود العدوان بنزلون من الناقلات عند تقاطع سارع السلطان حسين ومحمد محمود توقفت سيارة الأسعاف ونزل اللرجال يحملون نقالة مغطاة وفى قلب النقالة تحت العطاء كانت ترقد المدافع والقنابل ودخلوا بيتا على ناصية الشارعين وله باب من كل ناحية دخلوا من باب شارع محمد محمود وخلعوا رداء الأسعاف وحملوا مدافعهم واسلحتهم وخرجوا فجأة من الباب المطل على شارع السلطان حسين وفى لحظات إنطلق الرصاص والقنابل على طوابير الجنود وحدثت دربكة كبيرة وصار الأنجليز والفرنسيون يطلقون الرصاص بعضهم على بعض وهنا انسحب الرجال بسرعة الى المبنى ووضعوا المدافع فوق النقالة وعليها غطاء وخرجوا من الباب الآخر الى سيارة الأسعاف التلى انطلقت بهم بسرعة الى داخل المدينة بشارع عبادى حيث أنزلت الأسلحة الى أحد مخازنها منزل عبدالمنعم مختار وبعد دقائق حضر يحى الشاعر وأخبرنى بنجاح العملية."
...
......
....
إجتماع طارىء برئاسة سعد عفرة
ولم يطل الوقت حتى دخل كمال الصياد من باب مسكننا ثم بدأ معانقته كل من فى الغرفة مبتدأ بوالدتى مباركا للجميع بتحرير مصر وقبل أن يوالى حديثه قدم اليه سعد المسدس الذى كان فى حوزة مصطفى معلقا ".. مصطفى عمل شغل كويس النهاردة..ياكمال، أشكره .." ففعل كمال الصياد، ولم تمضى دقائق حتى دخل سمير غانم المسكن فى صحبة الملازم سامى خضير وتكرر مشهد التهنئة والقيبل والأخذ فى الأحضان، ثم علق سعد عقرة، بأننا ننتظر شقيقى محمد هادى حتى نبدأ الأجتماع الطارىء ، وماكاد ينتهى من جملته حتى ظهر شقيقى محمد هادى على عتبة مدخل الغرفة
ابتدأ سعد عفرة الأجتماع الطارىء المفاجىء الذى فهمت منه أنه قد حدده فى مسكننا فور التأكد من مغادرة آخر السفن الأنجلوفرنسية للميناء، ولم يضع سعد عفرة وقتا بل تلى علينا أوامره الفورية بضرورة التأكد من تواجد جميع أفراد مجموعاتنا المقاتلة على كافة مستوياتها وبأسلحتهم الشخصية التى فى حوزة كل منهم وتوزعه منتشرين فى جميع مناطق نشاطاتهم الجغرافية فى المدينة وبالذات كل من مجموعة منطقة ألإفرنج ومجموعة بورفؤا د ومجموعة منطقة وسط بورسعيد ومنطقة ألعرب ليساعدوا قوات أفراد البوليس فى المحافظة على الأمن فى الساعات القادمة حتى منتصف الليل وحتى يتم استكمال توزيع بقية أفراد جنود البوليس وبعض جنود الجيش المتوجهين فى طريقهم الى نقاطهم لمدينة
وأصدر أوامره بأن على المجموعات المذكورة أن تمنع التعدى على مكاتب الشركات الأجنبية ومنازل الأجانب فى منطقة الأفرنج وتساعد كل من المجموعة الخاصة ومجموعة عزبة فاروق ومجموعة إلقابوطى المجموعات السابقة فى المنطقة الواقعة بين شارع محمد على وشارع رمسيس نظرا لتواجد العديد من العائلات الأجنبية فى محيطها الجغرافى ، كما طلب من شقيقى محمد هادى الشاعر بالتعاون مع حامد الألفى فى الأستعداد مجموعة ألإسعاف لكافة الأحتمالات وحدوث اصطدامات بين بعض المواطنين وأفراد مجموعاتنا
أما مجموعة الأسعاف ، فقد قام حامد الألفى بتولى مسؤلية استعداد مجموعة الأسعاف بشكل طوارىء لكل الأحتمالات والأمكانيات وساعده محمد هادى ألشاعر ومحمد شاكر مخلوف نظرا لأحتمال حدوث جرحى خلال عملية حددناه لمساء اليوم
د. يحي الشاعر
مقتطف من سطور كتابى
" الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
بقلم يحى الشاعر
الطـبعة الثـانية 2006
طبعة موسعة
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى isbn 977 – 08 – 1245 - 5