الحقيقة التاريخية ... وأسباب أن اسرائيل فكرت فى التراجع ظهر يوم 31 أكتوبر 1956 ... !!!!
لست أدرى أين أجهزتنا الأعلامية ... ؟؟؟؟
نقترب من يوم الذكرى الخمسين "العدوان الثلاثى" أويوم عيد النصر ... ونترك المجال خاليا ... للدعاية الأسرائيلية والأنجلوفرنسية لكى ينشروا للعالم ما يودون ... ويثبتوا "أسطورة" ... الجندى المصرى .. الحافى القدمين ... الممزق الرداء ... الذى ألقى سلاحه وهرول فى الصحراء .. هـــاربا ... خائفا ... امـــــــــــام ... الجنود الأسرائيليين ...
طبعا ، يحز فى نفسى رؤية الصور "التى تم نجهيز العديد منهم ، بل معظمهم ... لكاميرات الصحافة ... ، حيث أمروا أسراهم بخلع أحذيتهم .. وبناطيلهم ... وطاردوهم بالسيارات ... وإطلاق النيران .. حتى يهرولوا ... وتصبح اللقطة كاملة فى أعين الكاميرا ...
لا أنكر ، أن هناك ايضا من إنطبق عليه وصف "الهروب" ... وأبدأ من فوق ... ، عندما فضل "بعض ... ؟؟؟" الضباط الكبار المسئولين عن وحداتهم أن يهربوا بأنفسهم .. وسياراتهم المليئة بالملابس الداخلية الصوفية الشتوية .. والثلاجة ... أو بغيرهم من الممتلكات ...
فهذه قصص أخرى سيأتى مجالهم ...
ما يهمنى الآن ، هو وضع "حقيقة تاريخية" بقلم .. كاتب غربى وباحث عسكرى له مكانته فى الأوساط العسكرية ... الأنجلوفرنسية والأمريكية والأسرائيلية ...أرسكين تشايلدرز ... وكتابه المشهور "الطريق إلى السويس "
الحقيقة التاريخية أن اسرائيل فكرت ظهر يوم 31 أكتوبر 1956 فى التراجع ... !!!!
يدون المحلل العسكرى أرسكين تشايلدرز فى كتابه الطريق إلى السويس (1) حقيقة تاريخية لم تستعملها أجهزتنا الاستعلامية بالشكل التى تستحقه فيذكر تشايلدرز
" ......بأن القلق بدأ يساور بن جوريون حتى مساء يوم 31 أكتوبر 1956 ، عندما اكتفى الحلفاء بتوجيه الانذار مساء يوم 30 أكتوبر ولم يبدأوا بضرب الطيران المصرى تمهيدا للغزو وعندما بدأ جمال عبد الناصر وعبدالحكيم عامر بدفع القوات المصرية الرئيسية من غرب القناة إلى سيناء فى شرقها للقضاء على القوات الاسرائيلية فيها، بل لقد وصل حد القلق من تأخر الحلفاء الأنجلوفرنسيين إلى أن أصدر بن جوريون أوامره ظهر 31 أكتوبر لموشى ديان بسحب قواته من سيناء بعدما فاجأته نوع مقاومة الجنود المصريين التى ذكرها بن جوريون فى تقريره الأول عن المعركة للكنيست الإسرائيلي والتى ذكر فيها ان قوات اسرائيل لم يتوقعوها وأن التقدم الاسرائيلى كان يمكن قياسه بالياردات فقط عندما كانت تواجههم المقاومة الشجاعة المصرية وليست الجبانة كما أذاعت دعاياتهم ، وخاصة عندما واجه الاسرائيليون قتال الرجل للرجل بالسلاح الأبيض ... ولكن ديان راح يتلكأ فى التراجع واكتفى بإصدار أوامر بوقف العمليات الهجومية والتزام وضع الدفاع ويعلق المحلل بأنه عند أخذ التدريب المتفوق وصفات القوات الاسرائيلية المقاتلة للمصريين فإن المصريين قد أثبتوا فى النتيجة أنهم أعطوا حسابا يدعو للإعجاب ..."
رأى الجنرال حاييم هيرتزوج "رئيس دولة اسرائيل وقائد الطيران وقتها" عن أمر الانسحاب للتاريخ (48)
........
.. ...
يعتبر ما دونه الجنرال حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل "الحالى" والذى كان مسئولا عن القيادة العامة لقوات الطيران الاسرائيلى من سنة 1958 حتى 1966 دليلا واضحا على صحة ومزايا والفوائد العسكرية لأوامر الرئيس جمال عبد الناصر للقوات المصرية فى نهاية اكتوبر 1956 بالانسحاب من سيناء فيؤكد الجنرال هيرتزوج بقولــه :
"...لقد كلف المصريون اسرائيل خسائر كبيرة فى الأرواح انعكست نتائجها بشكل واضح فى صفوف الضباط وقادة المجموعات الإسرائيليين .... ولقد تمكن المصريون من أن يدعوا بحق رغم تحملهم لخسائر خلال العمليات العسكرية ضد اسرائيل من أن الاسرائيليين لم يتمكنوا من قهرهم وذلك بسبب ضرورة انسحابهم من سيناء محافظة على قواتهم ، فى ضوء خطورة الاعتداء البريطانى الفرنسى المتوقع ضد مصر، ولقد تمكن جمال عبدالناصر فى الواقع من اكتساب سياسى ضخم بسبب مقاومته للاعتداء انعكس فى خروجه من الحرب فى موقف ناجح وقوى جدا وذلك ... " (3)
رأى الفريق كمال حسين على عن أمر الانسحاب للتاريخ (14)
ويؤكد الفريق كمال حسين على فى كتابه مشاوير العمر، أسرار وخفايا 70 عاما من عمر مصر فى الحرب والمخابرات والسياسة (14) " وتجمع الآراء العسكرية بأن انسحاب الوحدات من سيناء إلى الخلف بأمر انسحاب سليم مدروس أنقذ 90 % من القوات المسلحة من الشرك الذى نصبته الدول الثلاث ولو كانت قواتنا قد بقيت فى مكانها فى مصيدة سيناء لانهارت القوات المسلحة فى الحبهتين معا، جبهة سيناء المواجهة لهجوم إسرائيل وجبهة القناة لمواجهة الهجوم بريطاني وفرنسا معا
فقد اتخذ جمال عبد الناصر ، فى صباح ذلك اليوم31 أكتوبر / 1 نوفمبر 1956 قراره التكتيكى التاريخى لتفادى كمين مصيدة كماشة التحويط بقواتنا الذى كان ينوى به قطع خط الرجعة على الجيش المصرى ، فاصدر أوامره فى اجتماعه مع القادة العسكريين بصفته "الـقـائد الأعلـى للقوات المسلحة" ، بسحب القوات المصرية الرئيسية من شبه جزيرة سيناء حتى لا يقع الجيش فى مصيدة خطتهم، ، وتفاديا لمحاصرة أفراد الجيش والإجهاز عليهم وتحطيم القدرة العسكرية المصرية وتوحيد جبهة غرب القناة قبل نشوب الحرب الأنجلوفرنسية مباشرة، انتظارا للغزو البريطانى الفرنسى المتوقع فى اتجاه الإسكندرية أو بورسعيد،
واصدر عبد الناصر التعليمات للواء عبد الحكيم عامر "قائد القوات المسلحة" بإصدار الأوامر بسحب القوات التى بالدلتا لتكون فى مواجهة القوات البريطانية إذا ما تقدمت فى الطريق إلى القاهرة
ازالة الشكوك عن مسؤلية إتخاذ القرار
تبعا لأوامر عبدالناصر أصدر عبد الحكيم عامر بالتالى قراره بسحب القوات المصرية التى كانت مازالت فى منطقة الدلتا لتكون فى مواجهة القوات البريطانية إذا ما تقدمت فى الطريق إلى القاهرة حسب التوقعات المصرية ونقلت قيادة القوات المحاربة إلى الزقازيق بدلا من الاسماعيلية وكانت هذه بداية توتر العلاقات الشخصية العميقة بين عبدالحكيم عامر والرئيس جمال عبد الناصر كما أظهرته السنون فيما بعد
وأصدرت القيادة السياسية أمرها لجميع القوات الأساسية والمدرعة المصرية الموجودة فى سيناء أو فى طريقها لميادين المعركة فيها بالتراجع التكتيكى والانسحاب إلى غرب القناة، لإفساد المخطط الثلاثى العدوانى الموضوع لتطويق قوات الجيش المصرية والتى كانت قد تسلمت سلاحا جديدا من الكتلة الشرقية لقطع خط الرجعة علي هذه القوات تمهيدا لإبادتها ( 14 )
وتلى اللواء عبد الحكيم عامر تعليمات الرئيس نـــاصر ، فنقلت ايضا قيادة القوات إلى الزقازيق بدلا من الاسماعيلية " (18). واختار جمال عبدالناصر موقعا فى وسط الدلتا قرب طنطا ليكون مقر قيـادته فى حرب كل الشعب ضد الغزو اذا دعت الضرورة لذلك
وسأتناول فيما بعد تحليل قرار الانسحاب ورأى العسكريين فيه وخاصة رأى قادة الأعداء، اذ أن القرار كان صحيحا فى النية والتوقيت ولكن الخطأ قد كمن فى التنفيذ العملى المحلي الميدانى
الأنسحاب الغير منظم ، تاكتيكية لئيمة ، لبلبلة العــدو، وتشتيت نشاطاته
صدرت الأوامر إلى القوات المدرعة الرئيسية بالانسحاب الفورى السريع – أنظر الخريطة - وكان علي الفرقة الرابعة المدرعة والقوات المدرعة الثقيلة ضرورة التراجع الفورى إلى الضفة الغربية لقناة السويس حتى يتم إنقاذ القوات الرئيسية المسلحة ، إذ أن التواطؤ الثلاثى كان بعيدا – حتى هذه اللحظة _ عن أذهان القيادات العسكرية والسياسية العامة وحتى لحظة وقت اتخاذ قرار العبور إلى سيناء
ولقد وضعت الخطة العسكرية لتنفيذ الانسحاب على أساس عوامل المناورة التكتيكية التالية
1 - بقاء الكتائب الثمانى فى سيناء للمقاومة لمدة 48 ساعة لتغطية انسحاب جميع القوات
التى كانت تتدفق على القناة وفى مقدمتها الفرقة الرابعة المدرعة
2 - تعطيل الملاحة فى قناة السويس التى كانت خططها سد المجرى الملاحى قد وضعت
فى شهر أغسطس 1956 لمواجهة أى احتمالات عدوانية
3- وتلى ذلك قرار عبد الحكيم عامر بسحب القوات التى بالدلتا لتكون فى مواجهة القوات البريطانية إذا ما تقدمت فى الطريق إلى القاهرة
4 - نقل عبد الحكيم عامر قيادة القوات المسلحة إلى الزقازيق بدلا من الاسماعيلية
5 - صدرت الأوامر بضرورة وضع الخطط الخاصة بحرب الفدائيين موضع التنفيذ الفورى وأسند إلى زكريا محيى الدين
مسئولية قيادة المقاومة الشعبية ، بينما تولى „الصاغ“ كمال الدين حسين قيادة الفدائيين فى منطقة قناة السويس
واخفيت فى عدة منازل ، الأسلحة والذخائر والقنابل اليدوية والعديد من الألغام المضادة للأفراد والدبابات بالأضافة الى المفجرات واختيرت أماكن للقيادة المحلية فى كل مدينة كبيرة وصغيرة من مدن الوجه البحرى، بالإضافة إلى الأجهزة الأخرى مثل أجهزة الارسال اللاسلكى والات الطباعة (50) ، ولم تستثنى بورسعيد من تلك الأجراءات
كما أمر عبد الناصر بقطع علاقات مصر الدبلوماسية مع المملكة المتحدة البريطانية وفرنسا وأمر بالأستيلاء والتحفظ على ممتلكاتهما وشركاتهما وبنوكهما فى مصر والتحفظ على العديد من رعاياهما الذين كان يشك فى نشاطهم ورغم أوامر الأنسحاب فقد استمرت الطائرات المعادية الفرنسية والبريطانية والأسرائيلية فى ضرب القوات على طريق الانسحاب
......
قال عبدالناصر فى إجتماعه بمجلس الوزراء واجتماع القيادة العامة
...إننا اذا لو لم نقاتل اليوم ، فلن نقاتل ابدا .....،
لا بد لنا من القتال حتى لو أجبرنا على الانسحاب إلى الوجه القبلى واللجوء إلى حرب الفـدائيين..."(4)
"
د. يحى الشاعر
مقتطف من سطور كتابى
" الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
بقلم يحى الشاعر
الطـبعة الثـانية 2006 ، طبعة موسعة
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5
.....سطور مقتطفة وملخصة من كتاب
" الوجه الآخر للميدالية ، حرب السويس 1956 ، أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد "
بقلم يحى الشـاعر،
رقم الأيداع 1848 2006 ، الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5
مطابع دار الأخبار - 6 أكتوبر ، القاهرة
لست أدرى أين أجهزتنا الأعلامية ... ؟؟؟؟
نقترب من يوم الذكرى الخمسين "العدوان الثلاثى" أويوم عيد النصر ... ونترك المجال خاليا ... للدعاية الأسرائيلية والأنجلوفرنسية لكى ينشروا للعالم ما يودون ... ويثبتوا "أسطورة" ... الجندى المصرى .. الحافى القدمين ... الممزق الرداء ... الذى ألقى سلاحه وهرول فى الصحراء .. هـــاربا ... خائفا ... امـــــــــــام ... الجنود الأسرائيليين ...
طبعا ، يحز فى نفسى رؤية الصور "التى تم نجهيز العديد منهم ، بل معظمهم ... لكاميرات الصحافة ... ، حيث أمروا أسراهم بخلع أحذيتهم .. وبناطيلهم ... وطاردوهم بالسيارات ... وإطلاق النيران .. حتى يهرولوا ... وتصبح اللقطة كاملة فى أعين الكاميرا ...
لا أنكر ، أن هناك ايضا من إنطبق عليه وصف "الهروب" ... وأبدأ من فوق ... ، عندما فضل "بعض ... ؟؟؟" الضباط الكبار المسئولين عن وحداتهم أن يهربوا بأنفسهم .. وسياراتهم المليئة بالملابس الداخلية الصوفية الشتوية .. والثلاجة ... أو بغيرهم من الممتلكات ...
فهذه قصص أخرى سيأتى مجالهم ...
ما يهمنى الآن ، هو وضع "حقيقة تاريخية" بقلم .. كاتب غربى وباحث عسكرى له مكانته فى الأوساط العسكرية ... الأنجلوفرنسية والأمريكية والأسرائيلية ...أرسكين تشايلدرز ... وكتابه المشهور "الطريق إلى السويس "
الحقيقة التاريخية أن اسرائيل فكرت ظهر يوم 31 أكتوبر 1956 فى التراجع ... !!!!
يدون المحلل العسكرى أرسكين تشايلدرز فى كتابه الطريق إلى السويس (1) حقيقة تاريخية لم تستعملها أجهزتنا الاستعلامية بالشكل التى تستحقه فيذكر تشايلدرز
" ......بأن القلق بدأ يساور بن جوريون حتى مساء يوم 31 أكتوبر 1956 ، عندما اكتفى الحلفاء بتوجيه الانذار مساء يوم 30 أكتوبر ولم يبدأوا بضرب الطيران المصرى تمهيدا للغزو وعندما بدأ جمال عبد الناصر وعبدالحكيم عامر بدفع القوات المصرية الرئيسية من غرب القناة إلى سيناء فى شرقها للقضاء على القوات الاسرائيلية فيها، بل لقد وصل حد القلق من تأخر الحلفاء الأنجلوفرنسيين إلى أن أصدر بن جوريون أوامره ظهر 31 أكتوبر لموشى ديان بسحب قواته من سيناء بعدما فاجأته نوع مقاومة الجنود المصريين التى ذكرها بن جوريون فى تقريره الأول عن المعركة للكنيست الإسرائيلي والتى ذكر فيها ان قوات اسرائيل لم يتوقعوها وأن التقدم الاسرائيلى كان يمكن قياسه بالياردات فقط عندما كانت تواجههم المقاومة الشجاعة المصرية وليست الجبانة كما أذاعت دعاياتهم ، وخاصة عندما واجه الاسرائيليون قتال الرجل للرجل بالسلاح الأبيض ... ولكن ديان راح يتلكأ فى التراجع واكتفى بإصدار أوامر بوقف العمليات الهجومية والتزام وضع الدفاع ويعلق المحلل بأنه عند أخذ التدريب المتفوق وصفات القوات الاسرائيلية المقاتلة للمصريين فإن المصريين قد أثبتوا فى النتيجة أنهم أعطوا حسابا يدعو للإعجاب ..."
رأى الجنرال حاييم هيرتزوج "رئيس دولة اسرائيل وقائد الطيران وقتها" عن أمر الانسحاب للتاريخ (48)
........
.. ...
يعتبر ما دونه الجنرال حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل "الحالى" والذى كان مسئولا عن القيادة العامة لقوات الطيران الاسرائيلى من سنة 1958 حتى 1966 دليلا واضحا على صحة ومزايا والفوائد العسكرية لأوامر الرئيس جمال عبد الناصر للقوات المصرية فى نهاية اكتوبر 1956 بالانسحاب من سيناء فيؤكد الجنرال هيرتزوج بقولــه :
"...لقد كلف المصريون اسرائيل خسائر كبيرة فى الأرواح انعكست نتائجها بشكل واضح فى صفوف الضباط وقادة المجموعات الإسرائيليين .... ولقد تمكن المصريون من أن يدعوا بحق رغم تحملهم لخسائر خلال العمليات العسكرية ضد اسرائيل من أن الاسرائيليين لم يتمكنوا من قهرهم وذلك بسبب ضرورة انسحابهم من سيناء محافظة على قواتهم ، فى ضوء خطورة الاعتداء البريطانى الفرنسى المتوقع ضد مصر، ولقد تمكن جمال عبدالناصر فى الواقع من اكتساب سياسى ضخم بسبب مقاومته للاعتداء انعكس فى خروجه من الحرب فى موقف ناجح وقوى جدا وذلك ... " (3)
رأى الفريق كمال حسين على عن أمر الانسحاب للتاريخ (14)
ويؤكد الفريق كمال حسين على فى كتابه مشاوير العمر، أسرار وخفايا 70 عاما من عمر مصر فى الحرب والمخابرات والسياسة (14) " وتجمع الآراء العسكرية بأن انسحاب الوحدات من سيناء إلى الخلف بأمر انسحاب سليم مدروس أنقذ 90 % من القوات المسلحة من الشرك الذى نصبته الدول الثلاث ولو كانت قواتنا قد بقيت فى مكانها فى مصيدة سيناء لانهارت القوات المسلحة فى الحبهتين معا، جبهة سيناء المواجهة لهجوم إسرائيل وجبهة القناة لمواجهة الهجوم بريطاني وفرنسا معا
فقد اتخذ جمال عبد الناصر ، فى صباح ذلك اليوم31 أكتوبر / 1 نوفمبر 1956 قراره التكتيكى التاريخى لتفادى كمين مصيدة كماشة التحويط بقواتنا الذى كان ينوى به قطع خط الرجعة على الجيش المصرى ، فاصدر أوامره فى اجتماعه مع القادة العسكريين بصفته "الـقـائد الأعلـى للقوات المسلحة" ، بسحب القوات المصرية الرئيسية من شبه جزيرة سيناء حتى لا يقع الجيش فى مصيدة خطتهم، ، وتفاديا لمحاصرة أفراد الجيش والإجهاز عليهم وتحطيم القدرة العسكرية المصرية وتوحيد جبهة غرب القناة قبل نشوب الحرب الأنجلوفرنسية مباشرة، انتظارا للغزو البريطانى الفرنسى المتوقع فى اتجاه الإسكندرية أو بورسعيد،
واصدر عبد الناصر التعليمات للواء عبد الحكيم عامر "قائد القوات المسلحة" بإصدار الأوامر بسحب القوات التى بالدلتا لتكون فى مواجهة القوات البريطانية إذا ما تقدمت فى الطريق إلى القاهرة
ازالة الشكوك عن مسؤلية إتخاذ القرار
تبعا لأوامر عبدالناصر أصدر عبد الحكيم عامر بالتالى قراره بسحب القوات المصرية التى كانت مازالت فى منطقة الدلتا لتكون فى مواجهة القوات البريطانية إذا ما تقدمت فى الطريق إلى القاهرة حسب التوقعات المصرية ونقلت قيادة القوات المحاربة إلى الزقازيق بدلا من الاسماعيلية وكانت هذه بداية توتر العلاقات الشخصية العميقة بين عبدالحكيم عامر والرئيس جمال عبد الناصر كما أظهرته السنون فيما بعد
وأصدرت القيادة السياسية أمرها لجميع القوات الأساسية والمدرعة المصرية الموجودة فى سيناء أو فى طريقها لميادين المعركة فيها بالتراجع التكتيكى والانسحاب إلى غرب القناة، لإفساد المخطط الثلاثى العدوانى الموضوع لتطويق قوات الجيش المصرية والتى كانت قد تسلمت سلاحا جديدا من الكتلة الشرقية لقطع خط الرجعة علي هذه القوات تمهيدا لإبادتها ( 14 )
وتلى اللواء عبد الحكيم عامر تعليمات الرئيس نـــاصر ، فنقلت ايضا قيادة القوات إلى الزقازيق بدلا من الاسماعيلية " (18). واختار جمال عبدالناصر موقعا فى وسط الدلتا قرب طنطا ليكون مقر قيـادته فى حرب كل الشعب ضد الغزو اذا دعت الضرورة لذلك
وسأتناول فيما بعد تحليل قرار الانسحاب ورأى العسكريين فيه وخاصة رأى قادة الأعداء، اذ أن القرار كان صحيحا فى النية والتوقيت ولكن الخطأ قد كمن فى التنفيذ العملى المحلي الميدانى
الأنسحاب الغير منظم ، تاكتيكية لئيمة ، لبلبلة العــدو، وتشتيت نشاطاته
صدرت الأوامر إلى القوات المدرعة الرئيسية بالانسحاب الفورى السريع – أنظر الخريطة - وكان علي الفرقة الرابعة المدرعة والقوات المدرعة الثقيلة ضرورة التراجع الفورى إلى الضفة الغربية لقناة السويس حتى يتم إنقاذ القوات الرئيسية المسلحة ، إذ أن التواطؤ الثلاثى كان بعيدا – حتى هذه اللحظة _ عن أذهان القيادات العسكرية والسياسية العامة وحتى لحظة وقت اتخاذ قرار العبور إلى سيناء
ولقد وضعت الخطة العسكرية لتنفيذ الانسحاب على أساس عوامل المناورة التكتيكية التالية
1 - بقاء الكتائب الثمانى فى سيناء للمقاومة لمدة 48 ساعة لتغطية انسحاب جميع القوات
التى كانت تتدفق على القناة وفى مقدمتها الفرقة الرابعة المدرعة
2 - تعطيل الملاحة فى قناة السويس التى كانت خططها سد المجرى الملاحى قد وضعت
فى شهر أغسطس 1956 لمواجهة أى احتمالات عدوانية
3- وتلى ذلك قرار عبد الحكيم عامر بسحب القوات التى بالدلتا لتكون فى مواجهة القوات البريطانية إذا ما تقدمت فى الطريق إلى القاهرة
4 - نقل عبد الحكيم عامر قيادة القوات المسلحة إلى الزقازيق بدلا من الاسماعيلية
5 - صدرت الأوامر بضرورة وضع الخطط الخاصة بحرب الفدائيين موضع التنفيذ الفورى وأسند إلى زكريا محيى الدين
مسئولية قيادة المقاومة الشعبية ، بينما تولى „الصاغ“ كمال الدين حسين قيادة الفدائيين فى منطقة قناة السويس
واخفيت فى عدة منازل ، الأسلحة والذخائر والقنابل اليدوية والعديد من الألغام المضادة للأفراد والدبابات بالأضافة الى المفجرات واختيرت أماكن للقيادة المحلية فى كل مدينة كبيرة وصغيرة من مدن الوجه البحرى، بالإضافة إلى الأجهزة الأخرى مثل أجهزة الارسال اللاسلكى والات الطباعة (50) ، ولم تستثنى بورسعيد من تلك الأجراءات
كما أمر عبد الناصر بقطع علاقات مصر الدبلوماسية مع المملكة المتحدة البريطانية وفرنسا وأمر بالأستيلاء والتحفظ على ممتلكاتهما وشركاتهما وبنوكهما فى مصر والتحفظ على العديد من رعاياهما الذين كان يشك فى نشاطهم ورغم أوامر الأنسحاب فقد استمرت الطائرات المعادية الفرنسية والبريطانية والأسرائيلية فى ضرب القوات على طريق الانسحاب
......
قال عبدالناصر فى إجتماعه بمجلس الوزراء واجتماع القيادة العامة
...إننا اذا لو لم نقاتل اليوم ، فلن نقاتل ابدا .....،
لا بد لنا من القتال حتى لو أجبرنا على الانسحاب إلى الوجه القبلى واللجوء إلى حرب الفـدائيين..."(4)
"
د. يحى الشاعر
مقتطف من سطور كتابى
" الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
بقلم يحى الشاعر
الطـبعة الثـانية 2006 ، طبعة موسعة
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5
.....سطور مقتطفة وملخصة من كتاب
" الوجه الآخر للميدالية ، حرب السويس 1956 ، أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد "
بقلم يحى الشـاعر،
رقم الأيداع 1848 2006 ، الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5
مطابع دار الأخبار - 6 أكتوبر ، القاهرة